أتت الحرائق التي ضربت غابات جهة جندوبة على أكثر من 130 هكتارا وهي سابقة خطيرة خاصة و أن الحرائق جاءت في نفس الوقت مما شتت الجهود وقلص من فاعلية التدخلات. تواتر هذه الحرائق أصبح ينذر بخطر محدق. الحرائق التي اندلعت نهاية الأسبوع الفارط وتواصلت على مدى أربعة أيام كانت في 14 موقعا 07 بغابات عين دراهم و07 بغابات غار الدماء وهو ما أدخل الحيرة في نفوس المواطن والمسؤول وطرح أكثر من سؤال في مقدمتها من المسؤول عما جرى ؟ وكيف السبل للحد من هذه الظاهرة ؟
ورغم أن الأبحاث الأمنية مازالت متواصلة من أجل تحديد أسباب الحرائق فإن الواقع والمنطق يقول بأن وراءها أيادي بشرية محلية كانت أو شقيقة من القطر الجزائري ناهيك أن أكثر من حريق كان بسبب انتشار حرائق واقتحامها للتراب التونسي وهذه مسألة تتطلب خطة خاصة وعاجلة لحماية الشريط الحدودي الغابي. ومن المفارقات الغريبة والتي تؤكد تعنت المواطن وأنانيته هو ما أكدته مصادر من الغابات على أن هناك مواطنون يطلبون العمل بالغابات وبمجرد التحدث إليهم عن إستحالة ذلك بسبب عدم توفر مواطن شغل يهددون بحرق الغابة.
الحرائق جاءت لتؤكد ضعف وتواضع التجهيزات لجميع الأطراف المتدخلة في عملية الإطفاء سواء الحماية المدنية والغابات والجيش الوطني مما جعل عملية الإطفاء تستغرق الكثير من الجهود والوقت ولكن هذا لا ينفي بحال استبسال عناصر الحماية والغابات والجيش الوطني في عملية الإطفاء بكثير من الصبر والمعاناة دون هوادة ولمدة أربعة أيام رغم تشتت الجهود بسبب كثرة الحرائق وتواجدها بأماكن مختلفة من الجهة.
كما أن للعوامل الطبيعية وخاصة وعورة الجبال واستحالة الوصول إليها زاد الطين بلة مما اضطر لاستعمال الطائرات في عملية الإطفاء. والوضع عامة وبقدر ما أكد تواضع الإمكانيات المادية والتقنية خاصة لمجابهة الكوارث الطبيعية فإنه جاء ليؤكد الحاجة لتطوير التجهيزات وتدعيمها بشاحنات للإطفاء وكاسحات وطائرات وهو تدخل تقتضيه الحاجة خاصة والجهة متعاقدة مع الكوارث على مدار السنة.
كما ان حماية الغابات تعتبر مسألة مستعجلة والحماية تكون بعدة تدخلات تبدأ بتعزيز فريق الحراسة الغابية وتمكينهم من وسائل الحراسة المناسبة وفي مقدمتها أجهزة الاتصال وكذلك تكثيف الحراسة على الشريط الحدودي الذي كان ولا يزال إحدى أبرز أسباب الحرائق والتي تأتي عادة من القطر الجزائري. أما التدخل الثاني فيتمثل في تكثيف خطوط العزل الفاصلة بين الغابات وذلك في شكل مسالك بالطول والعرض وتنظيفها بصفة دورية مما يجعل إمكانية تخطيها بالنيران مستحيلة.