تسجل بلادنا خلال الأيام القادمة عودة لارتفاع درجات الحرارة وهبوب الشهيلي خاصة بالمدن الداخلية وأشد ما نخشاه أن تتجدد مع هذا الارتفاع عودة الفواجع والكوارث. فارتفاع درجات الحرارة أدى في وقت سابق إلى انقطاع التيار الكهربائي ببعض الجهات نتيجة الإفراط في إستعمال المكيفات الهوائية وتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية وأثر سلبا على حياة المواطنين وتسبب لهم في خسائر مادية فالبعض من الأهالي تعطبت أجهزتهم الكهرومنزلية مثل أجهزة التلفاز والثلاجات وتضررت مكيفاتهم.
كما أن الانقطاع الفجئي للتيار الكهربائي ألحق أضرارا بمصالح التجار الذين اضطروا في بعض الأحيان إلى إتلاف بعض المنتوجات سريعة التعفن بسبب تعطب أجهزة التبريد كما ان الانقطاع الفجئي للتيار الكهربائي يدخل إرباكا داخل الإدارة وخاصة المؤسسات الصحية والمستشفيات على غرار ما حصل بالمستشفى الجهوي بجندوبة حيث أدى انقطاع الكهرباء إلى وفاة مرضين مقيمين بقسم الانعاش في سابقة خطيرة.
ويؤدي في بعض الأحيان إلى تعطب المعدات والتجهيزات الطبية وتعطل مصالح المرضى والأطباء . انقطاع التيار الكهربائي تسبب أيضا في حالة من الغضب والسخط في صفوف المواطنين الذين خرج بعضهم للشوارع لقطع الطرقات وإحراق العجلات المطاطية للتعبير عن احتجاجهم ولمطالبتهم الحكومة بالتدخل لتوفير أبسط مقومات العيش.
فقد أشار أحد المواطنين الغاضبين بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، «يجب على الحكومة التي عجزت عن إيجاد حلول لمشاكل البطالة والتنمية وارتفاع الأسعار أن تتدخل على الأقل لتوفير الكهرباء وأبسط ضروريات الحياة، ويساهم ارتفاع درجة الحرارة في فواجع وكوارث طبيعية مثل اندلاع الحرائق وسط الغابات ويساعد خاصة في اتساع رقعة ألسنة اللّهب وتجعل عملية إخماد النيران صعبة وعسيرة أما إذا كانت هذه الحرائق إذا اندلعت في الحقول فإنها تتسبب في إتلاف المحصول الفلاحي وخسائر مادية كبيرة وفي ظل غياب استراتيجية واضحة لمعالجة وإيجاد حلول لمشاكل المواطنين ولوضع حد للانقطاع المتكرر للكهرباء والماء فان الحكومة مدعوة إلى اتخاذ التدابير اللازمة وتحمل مسؤولياتها حتى لا تزداد حالات الاحتقان والغضب ولا تكثر الاحتجاجات وأعمال العنف، كما أن المواطنين عليهم التحلي بالصبر وترشيد استهلاكهم وتفادي التوتر في رد الفعل إزاء انقطاع التيار الكهربائي. فمثل هذه الحوادث الطارئة تحدث في أكثر الدول تقدما ورقيا وفي مناطق مختلفة من العالم.