لئن تعود متساكنو مدينة توزر على تحمل ارتفاع درجات الحرارة صيفا ومقاومة رياح الشهيلي والطقس الحار بالطرق التقليدية لمن تعوزه المادة من خلال استعمال المروحة التقليدية المصنوعة من سعف النخل أو قضاء القيلولة بالسقيفة بالنسبة لمتساكني الأحواش العربي أو بالطرق العصرية للمترفهين وميسوري الحال باستعمال المكيفات أو المروحة الهوائية في غياب مسبح بلدي يخفف من وطأة الهاجرة بالنسبة لشباب مدينة توزر بعد أن نبضت مياه الأودية فإن المتساكنين باتوا يعانون من انقطاع التيار الكهربائي لتأثرالمحولات بالارتفاع اللامسبوق لدرجات الحرارة لاسيما هذه الصائفة أو الأعطاب التي تحصل بها وهذه الانقطاعات أصبحت من تقاليد مدينة توزر بل وكذلك مختلف مدائن الجريد وقراها طيلة فصل الصيف وخصوصا مع "غرغور" القايلة وذلك رغم تركيز محطة للضغط المرتفع بتوزر فاقت كلفتها 10 ملايين دينار. آلاف المتساكنين عبروا عن قلقهم المتزايد من هذا الوضع خصوصا أنهم باتوا يخشون من انعكاسات هذه الانقطاعات على التجهيزات الكهرومنزلية فضلا عن حرمانهم بين التهوئة في أوقات هم بحاجة إلى ذلك حتى لا تختنق الأنفاس في جو أقل ما يقال عنه أنه حار.. حار.. حار !! فهذه الانقطاعات تكاد تتكرر كل يوم والحالة تلك يناشد الجميع الأطراف المعنية للتدخل من أجل القضاء على هذه الأعطاب والانقطاعات سيما أن القطاع الفلاحي قد تضرر من هذه الوضعية في الوقت الذي تحتاج فيه النخلة إلى كميات من الماء الإضافية لتنجح صابة التمور كما وكيفا. تعدّدت الأسباب والمشكل واحد متساكنو حي المطار بتوزر يعتبرون أن ضعف التيار الكهربائي هو سبب توقف المكيفات عن الاشتغال وقد عبروا عن قلقهم المتزايد إزاء هذه الوضعية وهم يتطلعون إلى خدمات أفضل كما يعتبرون أسعار فاتورة استهلاك الكهرباء مشطة للغاية ويدعون إلى مراجعتها ويطالبون بتمكين أهالي ولاية توزر وبعض ولايات الجنوب من أسعار تفاضلية خلال فصل الصيف سيما أن المتساكنين مجبرون على استعمال أجهزة التكييف والتبريد للتخفيف من عبء حرارة الطقس؛ ونفس المطلب ينسحب على الصوناد باعتبار حاجة المواطن للماء للتخفيف من الحرّ الشديد. وفي جانب آخر يؤكد متساكنو عديد الأحياء الأخرى على ضرورة مراجعة فواتير الكهرباء سيما أن العديد من الأهالي تداينوا لشراء المكيفات التي غزت هذه السنة أسواق الجهة وبأثمان منخفضة ووجدت رواجا كبيرا في مختلف ربوع الجريد فتضاعف استهلاك الكهرباء وأدى ذلك إلى ضعف التيار خاصة في أوقات الذروة ولا يختلف متساكنو معتمدية دقاش عن متساكني مدينة توزر في التذمر من ضعف التيار الكهربائي الذي غالبا ما يتسبب في انقطاعات متكررة في أحياء عديدة منها بدقاش كمنطقة طريق المعهد الثانوي لتتحول الظاهرة عامة بالنسبة للمدينة ككل وشملت هذه الانقطاعات مناطق عدة من معتمدية دقاش كالمحاسن وحامة الجريد. و في نفطة و حزوة أيضا وعلى غرار معتمديتي توزر ودقاش تعاني معتمديات نفطة وحزوة وتمغزة من نفس الإشكال رغم أن معتمدية تمغزة البعيدة عن مدينة توزر حوالي 60 كلم يتم تزويدها بخطين للكهرباء أحدهما من توزر والآخر من الرديف إلا أن انقطاعات الكهرباء تتكرر في كل صائفة خمس أو ست مرات في اليوم الواحد بالإضافة إلى انقطاعه في الليل أثناء موجة الحرارة المرتفعة مما يتسبب في تعطب الأجهزة الكهربائية الكثيرة . هذا ويعاني العديد من متساكني أرياف معتمدية تمعزة من الحرمان من الكهرباء فالعديد من المناطق والمنازل مازالت لم تر "النور" فهي محرومة من الشبكة الكهربائية على غرار بعض التجمعات السكنية والمنازل البعيدة عن عمادة ميداس أو عمادة عين الكرمة أو الظافرية والعودية ويستعمل البعض منهم الطاقة الشمسية للإنارة وتشغيل أجهزتهم؛ وأثناء الليل تتوقف أجهزتهم عن الاشتغال وتكون الإنارة ضعيفة. مساع للتغلب على الانقطاعات تم منذ 2006 إحداث محطة تحويل للكهرباء بطريق توزرونفطة وهي ذات ضغط عالي وضغط متوسط ومنها يتم توزيع الكهرباء عبر محولات ضغط متوسط وضغط منخفض داخل مواطن العمران وخط كهربائي ضغط متوسط احتياطي من مدينة المتلوي . و ضعف الكهرباء يعود بالأساس إلى الحرارة المرتفعة للطقس التي وصلت في العديد من الأيام إلى 46 درجة في الظل وقد قام إقليم الشركة التونسية للكهرباء والغاز بتوزر بالعديد من التدخلات والمخططات على المستوى المتوسط من ذلك إعطاء الأولوية لتحسين الشبكة الكهربائية التي تعاني من إشكال ضعف الكهرباء وذلك بتركيز محولات في توزر وحامة الجريد ودقاش والمحاسن ونفطة وحزوة؛ وبالنسبة للمستوى البعيد هناك إحداثات جديدة لمواصلة تهذيب شبكة الجهة المنخفض بالإضافة إلى خطوط جديدة ذات جهد متوسط ووقع الانجاز فعليا خلال الثلاثي الأول من العام الماضي بتهذيب الجهة بالجهد المنخفض بتمغزة ب97 ألف دينار ودقاش ب30 ألف دينار وسدادة ب308 آلاف دينار بالإضافة إلى إحداث خطوط جديدة بالجهد المتوسط... ورغم ذلك يبقى مسلسل الانقطاعات متواصلا لينعش نسق حياة المتساكنين صيفا.