بكل المقاييس تعتبر المشاركة التونسية في أولمبياد لندن 2012 الأفضل عبر تاريخها فتونس لأول مرة تحصد ثلاث ميداليات (ذهبية وفضية وبرنزية) بفضل أسامة الملولي وحبيبة الغريبي بتونس حلت الاولى عربيا وهذا انجاز جديد يضاف اليها وشرف آخر تناله كرست به ريادتها للرياضة العربية. هذه النتائج كانت يمكن ان تكون أفضل لو حالف الحظ ممثلي الخضراء مثل الملاكمة مروى الرحالي التي واجهت في الدور ربع النهائي منافسة قوية نالت الميدالية البرنزية وفي الكانوي كاياك حيث وصل ممثلونا الى الدور نصف النهائي وكان الألم أكبر في منافسات المبارزة بالسيف حين حكم الحظ على ممثلتنا ايناس بوبكري بالانسحاب في الدور النهائي أمام عملاقة هذه الرياضة الايطالية فالنتينا فيزالي بنتيجة تعكس مدى قدرة المبارزة التونسية على صنع الحدث لو لم تواجه منافسة قوية جدّا حيث انتهت المواجهة على نتيجة (87) لصالح الايطالية المسيطرة على هذه اللعبة منذ سنين عديدة ويكفي ان نذكر بعمرها البالغ 38 سنة في حين لا يتجاوز سن البوبكري 24 سنة.
هذه المشاركة تعتبر ايجابية جدّا لانها جاءت في وقت تمر فيه الرياضة التونسية بظروف انتقالية مثلها مثل كل البلاد وهذا يبشر بكل خير اذ يكفي ان تستقر الأمور كما ينبغي وينصرف الجميع الى العمل كل في اختصاصه لينعكس ذلك بالايجاب على الرياضة التونسية لتتطلع الى نتائج افضل في أولمبياد ريودي جانيرو سنة 2016 وما يفرح أكثر ويفتح امام رياضتنا نوافذ الأمل على مصراعيها ان التألق كان عاما لأن نتائج مشاركاتنا الأخرى تعتبر مقبولة أمام حجم منافستي ممثلينا والأكيد ان هذه المشاركة المتميزة ستكون نقطة انطلاق لتألق قادم وحجر أساس لبناء رياضة تونسية متطوّرة مواكبة لروح الثورة التي تحض على العمل والبناء وجعل الرياضة للرياضة لا غير وليست وسيلة لتلميع صورة نظام قبيح تصرف في سبيلها اعتمادات كبيرة لو وجهت الى ما يفيد الرياضة التونسية لكانت الحصيلة أكبر في أولمبياد لندن والمهم ان يتعظ المشرفون على الرياضة التونسية من التجارب السابقة التي اعتبر فيها التتويج غاية في حد ذاته وليس وسيلة لطلب الرقي أكثر فأكثر فطفقوا يتغنون بما تحقق من نجاح ولم يهتموا بالعمل حتى ضاع ذلك النجاح ولم يتدعم بغيره فهل سنعي الدرس؟