دعت حركة الشعب الحكومة أمس الى تبني برنامج انقاذ وطني والابتعاد عن محاولات الاستحواذ على الدولة، واعتبرت ان التحركات التي تشهدها مناطق عديدة مبررة ولها أسبابها الحقيقية، فيما نفت الحركة ان تكون قد تفاوضت مع حركة النهضة للالتحاق بالحكومة. وقال محمد ابراهمي الأمين العام لحركة الشعب في ندوة صحفية عقدها أمس ان الاوضاع التي وصلت اليها البلاد تتطلب برنامج انقاذ وطني معتبرا ان الحكومة الحالية لديها برنامج سيطرة وهيمنة وليس برنامجا يقيم النظام الديمقراطي الحقيقي. واوضح قائلا ان «حركة الشعب عندما نادت ببرنامج انقاذ فان ذلك يندرج ضمن قناعاتها الشخصية بأن الثورة منجز شعبي وليس حزبيا أو سياسيا ويحتاج الى مشاركة جميع الفاعلين والقوى السياسية والوطنية الثورة قطعا مع النظام ومع النهج الاقتصادي لكننا قطعنا مع السلطة ومازال النظام والخيارات الاقتصادية». وأشار الإبراهمي الى ان «تونس تحتاج الى برنامج مثل برنامج مرشال الذي هو مثال يحتذى به لإنجاح الثورات السلمية».
ومن جانبه قال زهير المغزاوي القيادي في الحركة ان كل ما يحدث في سيدي بوزيدوصفاقس وغيرها له مبرراته «عندما تتحول تونس الى مزبلة كبيرة بسبب عدم رفع الفضلات وعندما ينقطع الماء والكهرباء من حق الشعب ان يتظاهر وعندما لا يرى الشعب أي شيء تحقق من أهداف الثورة وعندما لا يرى الشعب أي شيء يتحقق من البرامج التي وعدت بها الحكومة وعندما تعين الحكومة المناشدين ... وعندما نرى الحكومة تتحدث عن الحوار والتوافق وهي في الواقع عقدت جلسة واحدة مع المعارضة».
وتابع «الاحتجاجات لها ما يبررها ورغم تأكيدنا على اننا ضد العنف نحن سنتواجد في كل الاحتجاجات فمن قام بها هو شعبنا ونحن نشارك فيها ومن خرجوا في سيدي بوزيد هم نفسهم الذين تظاهروا ضد بن علي ولم يتراجعوا أمام كل القمع الذي مارسه ضدهم كما اننا ندعو الحكومة الى برنامج انقاذ وطني فكل يوم يمر نتأكد من أن محاولات الاستحواذ التي تقوم بها الحكومة الحالية بكل تلك التعيينات لا تجدي».
ودعا المغزاوي الحكومة وكل «المعنيين باستكمال اهداف الثورة» الى الجلوس الى طاولة الحوار والاتفاق حول برنامج لانقاذ البلاد، كما طالب باطلاق سراح الموقوفين «فليس من المعقول ان يعتقل النقابيون كما ان الوضع مرشح للتدهور واتحاد الشغل لا يمكن ان يصمت أمام تواصل اعتقال مناضليه ولم تشمل الاعتقالات المناضلين في صفاقس فقط بل في سيدي بوزيد أيضا». وتابع «من العيب ان تقول الحكومة ان هؤلاء هم رعاع فهم من قام بالثورة كما نطالب الحكومة بالكف عن التعامل مع الاحتجاجات بالعنف لأنهم لن يكونوا اكثر دموية من بن علي وان كان العنف ينفع لنفعه هو اولا». وعلى صعيد آخر نفى محمد ابراهمي ان تكون حركة الشعب قد ناقشت مع حركة النهضة مسالة التحاقها بالحكومة قائلا «نحن نرفض ان نشارك في اية حكومة سوى على أساس برنامج، الحكومة الحالية لديها برنامج سلطة وهيمنة على كل مؤسسات الدولة وليس برنامجا يقيم النظام الديمقراطي الحقيقي».