أسدل الستار ليلة أمس الأول على الدورة الأخيرة من تظاهرة «ليالي العبدلية»، الملتئمة بقصر العبدلية بالمرسى. وكان مسك الختام مع عرض للموسيقي الشاب فاضل بوبكر حمل عنوان «فوق الحدود». فاضل بوبكر كان وفيا للموسيقى الشرقية، ولآلاتها، ولعوده وألحانه مزج في بعض المقطوعات التي لحنها بين الإيقاعات الغربية والمقامات الشرقية، لتجد «الصّبا» و«الكردي» الى جانب «الجاز» يسافر بالجمهور الى ما «فوق الحدود» كما أراد ذلك فاضل بوبكر عازف العود.
العود والسكاسوفون والبيانو والكونتروباص وآلات الإيقاع المختلفة، أثثت ركح العبدلية ليمتع عازفوها الجمهور بمقطوعات موسيقية غربية العناوين فمن «4 Hands» الى «Valse» و«Un coup du destin» و«Lady Lady» و«Fun Funton».
كسب الرهان
وفي حقيقة الأمر عرض «فوق الحدود» هو عرض من مجموعة عروض، عرف أغلبها النجاح بتظاهرة «ليالي العبدلية»، فعرض محمد علي كمون عرف تقريبا نفس النجاح وكذلك عرض بديعة بوحريز وعرض «بحور العشق» لخالد بن يحيى.. هذه العروض بالاضافة الى العروض الأخرى ومنها الصوفية والطربية والملتزمة، مثلت كسبا للمهرجان لأن «ليالي العبدلية» كسبت الرهان من خلال برمجتها التي جاءت في توقيت قياسي، وجاءت خاصة، بعد فترة ظلم فيها قصر العبدلية، هذا الفضاء الثقافي الذي اتهم بعرضه للوحات مسيئة للاسلام والحال أن هذه اللوحات غير موجودة إطلاقا.
المهم أن هذه الدورة المنقضية من ليالي العبدلية ردّت الاعتبار لهذا الفضاء الثقافي، بعد النجاح الكبير الذي عرفته إعلاميا وجماهيريا ونوعيا أي على مستوى نوعية العروض المبرمجة.
ولا بده من الاشارة الى أن هذا النجاح لم يأت من فراغ فجنود الخفاء من المندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس، وإدارة العبدلية والتقنيين والموظفين كلهم ساهم من موقعه في إنجاح «اليالي العبدلية» فكان النجاح وكسبوا الرهان في دورة استثنائية على كل الأصعدة.