عاشت مدينة بني خلاد أمسية تاريخية بمناسبة افتتاح دار القرآن والعلوم الشرعية في فضاء مقام سيدي بنعيسى الذي استولى عليه النظام السابق وحوله الى دار للتجمع المنحل. . وبهذا استعاد المكان عبق الماضي وإرثه الحضاري الإسلامي. هذا الفضاء كان منارة للقران والعلوم الشرعية في الجهة منذ سنة 1850 إلى غاية الاستقلال يحتضن الطلبة لحفظ القرآن وتعلم اللغة العربية مع التمتع بالاكل والمبيت وكان يشرف على العمل التربوي التعليمي فيه 3 مؤدبين وهم الهاشمي وعمار ولعبيدي. كما كانت الزاوية تمثل علامة مضيئة في الحياة الاجتماعية لمدينة بني خلاد فمنها يخرج العريس ليلتحق ببيت الزوجية وفيها يتجمع حجاج بيت الله الحرام ويطوفوا وسط المدينة للقيام بعملية التشويق. ثم عاش المقام فترة مظلمة وهاهو يدخل حقبة جديدة من تاريخه بفضل نخبة نيرة من علماء وخيري المنطقة ليصبح الفضاء منارة علمية يتم فيها تحفيظ القرآن مع قواعد التلاوة وتدريس اللغة العربية وعلوم القرآن وعلم الحديث والفقه وأصوله ومقاصد الشريعة والعقيدة إلى جانب ورشة لتعليم فن الخط العربي. وينقسم برنامج الدار إلى 3 مستويات: سن ما قبل الدراسة ثم التعليم الأساسي والثانوي ثم ما بعد الباكالوريا. ومن أهداف دار القرآن تحفيظ القرآن وفق قواعد احكام التجويد من سن الرابعة إلى ما فوق وتدريس العلوم الشرعية وفق مناهج مميزة يراعى فيها التفاوت بين الفئات العمرية والمستويات التعليمية والمساهمة في بناء جيل متجذر في عمق تاريخه الاسلامي قادر على فهمه وتبليغه مع ضمان التواصل بين الاجيال في مجال تدريس العلوم الشرعية التي همشت طيلة 50 سنة واحتضان تلاميذ المدارس الابتدائية في اوقات فراغهم واعادة مدينة بني خلاد إلى سالف نشاطها واشعاعها كمركز لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية وهي التي كانت تعرف براس الشرع. ولتحقيق هذه الاهداف قامت هيئة الدار بعملية تهيئة للفضاء من خلال اقامة ادارة ومرفق صحي وقاعة انتظار و4 قاعات تدريس ومطبخ ومجموعات صحية للذكور والاناث ومن البرامج المستقبلية تهيئة قاعة كبرى للمحاضرات والنشاط الترفيهي.