أجّل أمس قاضي التحقيق بالمكتب الثالث بالمحكمة العسكرية الدائمة بباب سعدون بتونس العاصمة استنطاق أيوب المسعودي المستشار السابق (مستقيل) للرئيس المؤقت المنصف المرزوقي إلى جلسة يوم 22 أوت الجاري. وقد مثل المسعودي صباح أمس أمام قاضي التحقيق بالمكتب الثالث بحالة سراح وحضر معه بعض المحامين النائبين عنه، وقال الأستاذ شرف الدين القليل الذي ينوب في الدفاع عن أيوب المسعودي ل«الشروق» أن ملفات القضية تضمنت تسجيلات وشهادات ومحاضر استماع، لذلك فإن لسان الدفاع طلب من قاضي التحقيق تأخير القضية إلى موعد لاحق للاطلاع وإعداد وسائل الدفاع.
وقال الأستاذ القليل ل«الشروق» إن الشاكي هو الجنرال رشيد عمار وذلك على خلفية تصريحات صحفية سابقة أدلى بها أيوب المسعودي على إثر تسليم الحكومة المؤقتة للوزير الأول الليبي السابق البغدادي المحمودي للسلطات الليبية المؤقتة يوم الأحد 24 جوان 2012.
إذ قال إن الجنرال رشيد عمار رئيس أركان الجيوش الثلاث في تونس ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي كانا على علم بتسليم البغدادي المحمودي، أثناء مرافقتهما للرئيس المؤقت الدكتور المنصف المرزوقي في زيارة إلى جنوب البلاد التونسية ومع ذلك لم يبلغاه بالمعلومة.
يشار إلى أن تسليم الحكومة للمحمودي أثار نقاشا حول أحقيتها القانونية في تنفيذ التسليم وحول عدم علم رئيس الجمهورية الذي يفترض أن يكون هو صاحب القرار حسبما تقتضيه مجلة الإجراءات التونسية.
وقد اعتبر أيوب المسعودي، الذي استقال لاحقا على خلفية أزمة المحمودي، أن تعمد الجنرال رشيد عمار ووزير الدفاع الزبيدي عدم إبلاغ رئيس الجمهورية هي خيانة للدولة، إلا أنّه حسب الشكاية فإنه قال إنها خيانة عظمى.
السؤال هل قال خيانة للدولة أم قال خيانة عظمى، التسجيلات ستكشف الحقيقة مع الإشارة إلى أن المسعودي تمسك بأنه قال كلمة خيانة الدولة. التهم المنسوبة لأيوب المسعودي متعلقة بمقتضيات الفصل 128 من المجلة الجزائية الذي ينص على أنه «يعاقب بالسجن مدة عامين وبخطية قدرها مائة وعشرون دينارا كل من ينسب لموظف عمومي أو شبهه بخطب لدى العموم أو عن طريق الصحافة أو غير ذلك من وسائل الإشهار أمورا غير قانونية متعلقة بوظيفته دون أن يدلي بما يثبت صحة ذلك».
وعلى معنى أحكام الفصل 91 ومن مجلة المرافعات والعقوبات العسكرية الذي ينصّ على أنه «يعاقب بالسجن من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات كل شخص عسكري أو مدني تعمّد بالقول أو الحركات أو بواسطة الكتابة أو الرسوم أو الصورة اليدوية والشمسية أو الأفلام بمحل عمومي تحقير العلم أو تحقير الجيش والمس بكرامته وسمعته أو معنوياته أو يقوم بما من شأنه أن يضعف في الجيش روح النظام العسكري والطاعة للرؤساء أو الاحترام الواجب لهم أو انتقاد أعمال القيادة العامة أو المسؤولين عن أعمال الجيش بصورة تمس بكرامتهم».
قاضي التحقيق قرّر تأجيل استنطاق أيوب المسعودي إلى جلسة يوم الأربعاء 22 أوت الجاري. يشار إلى أن المسعودي تم منعه من السفر يوم الخميس الماضي.