يعيش السيد أحمد القصيبي صحبة زوجته وأبنائه تحت خط الفقر في حي الشباب بالقيروان وفي حالة اجتماعية متردية يخفق لها قلب كل من يمر من المكان فيقف مندهشا أمام هول الحالة التي تعيشها هذه العائلة. المسكن من القصدير جدرانه سيارات قديمة وجزء من الطين والآجر تكاد تهوي فتسندها أعمدة خشبية متآكلة تجسد مرارة ما تعانيه العائلة. السقف مزيج من القش وقطع الحديد مع شمس الصيف يصبح لهيبا يحرق أجساد الأطفال الصغار. يحيط بالكوخ من الإتجاهين واد لصرف المياه المستعملة يطلق روائح تخترق اجسام 3 أطفال صغار يلعبون أمام الكوخ ويعانقون التراب الذي يصبح في بعض الأحيان بمثابة الزاد الذي يسد الرمق. تلسعهم حرارة الصيف على أجسادهم النحيلة التي لا تغطيها سوى ثياب رثة قديمة
أحمد القصيبي (48 سنة) أعياه المرض وأدار له الزمان وجه الكرامة ليريه الفقر وينزل به إلى أقصى درجاته. متزوج وله ثلاثة أبناء أهم أحلامهم مواصلة دراستهم والعيش بكرامة.
ولكن بعيدا عن الأحلام فإن العائلة تعيش بدخل فردي لا يتجاوز الدينار الواحد يوميا. تحدث بنبرة حزينة فيها الكثير من الآهات قائلا: كنت في أحد الأيام في حالة جيدة أمتلك مجزرة إلا أن الزمان أدار لي ظهره فخسرت كل شيء وعندما اتصلت بإدارة الشؤون الإجتماعية لتنقذني لم أجد آذانا صاغية. فجأة وجدت نفسي في الشارع صحبة أبنائي وزوجتي فلم أجد مكانا يؤويني سوى هذا الكوخ. يسكت الرجل عن بقية الكلام لأن نظرة واحدة تكفي لمعرفة الحقيقة المأساوية. bولا وجود لأبسط مقومات الحياة. فلا ماء حنفية صالح للشراب ولا كهرباء. تكلمت الزوجة بنبرة حزينة «كرهت حياتي أرجوكم ساعدوني» موجهة نداء استغاثة لأصحاب القلوب الرحيمة وأهل البر والإحسان لتنقذ هذه العائلة.