اندلعت ثورة 14 جانفي 2011،فعمت الاعتصامات والاحتجاجات المنطقة ثم جاءت فترة الفراغ الأمني فتكررت الانتهاكات والتجاوزات على المنشآت الاقتصادية والمرافق الإدارية فأوصدت هذه الأخيرة أبوابها وتوقفت مقاطع الفسفاط عن الإنتاج فأصيبت المنطقة بالشلل الاقتصادي التام. مرت الايام العصيبة خلال النصف الثاني من شهر الصيام جاءت الأحداث سريعة ومتواترة إذ دبت الحياة من جديد في مقاطع الفسفاط ووقع تفعيل النيابة الخصوصية ( القائمة التوافقية 3 أوت 2012 ) وعادت المغسلة إلى تكرير الفسفاط وتجفيفه وفتح مقر إدارة شركة فسفاط قفصة أبوابه .ولاستجلاء الحقيقة سارعت «الشروق» للقيام بالتحقيق الميداني فاتصلت بالسيد أحمد بن سالم مهندس أول على أبواب التقاعد يعمل بشركة الفسفاط منذ 30 عاما الذي عبر عن استبشاره بعودة مقطع كاف الدور الغربي للإنتاج مشيرا إلى أن هذا المقطع هو العمود الفقري لإقليمأم العرائس مؤكدا ان التشغيل يحقق الكرامة وهو هاجس الجميع لكن لا لتوقف الإنتاج. مشددا على توفير فرص التشغيل لكن مع التفكير في أنماط جديدة للتنمية وهذه حسب رأيه مسؤولية كل الأطراف وخاصة أبناء الجهة .وفي هذا السياق رصدت الشروق عودة العمل في مغسلة الفسفاط حيث كانت المحركات تدوي والدخان يتصاعد. من جهة اخرى التقينا بالسيد زهير مسعاوي رئيس قسم بالمغسلة الذي صرح بان مجهودات مضنية تم بذلها بالتعاون مع مكونات المجتمع المدني والنقابيين حتى تم اقناع الشباب المعتصم بإخلاء الساحة وترك عجلة الاقتصاد تدور واضاف انه تم القيام بالصيانة اللازمة ثم بدأ تجفيف الفسفاط وإزالة الشوائب وأخيرا وقع الانتقال إلى مرحلة الشحن لتتواتر رحلات قطارات الفسفاط باتجاه موانئ التصدير. وفي الختام كان لا بد ل«الشروق» أن تقوم بزيارة مقر إدارة شركة فسفاط قفصةإقليمأم العرائس ، هذا القلب النابض والمرفق الأساسي في حياة العمال الذي وقع ترميمه حيث التقت السيد الحبيب عيساوي رئيس القسم الإداري الذي أوضح انه أثناء مراحل الثورة وذروة الاحتقان تم تدمير وإتلاف كل التجهيزات ونهبها لكن بتظافر الجهود ورغم النقص في التجهيزات فاليوم المصلحة تشتغل بكل اقسامها ( قسم الأجور ، القسم الإداري والقسم الاجتماعي).
وفي هذه الاجواء يتواصل الهدوء بالجهة وارتياح المواطنين لكن تبقى الفئات المهمشة والمعطلون عن العمل ينتظرون. فهل هوالمفترق ورحلة تصحيح المسار نحو عودة نسق الحياة بالمنطقة إلى طبيعته؟