بعد ثورة 14 جانفي وجد عدد كبير من رجال الأعمال أنفسهم ضمن قائمات سوداء واتهامات بالفساد ومنع من السفر وغضب جماهيري كبير منهم وصل الى حد المطالبة بسجنهم ولعل هذا ما جعل البعض منهم يرتدي جلباب الرياضة. سليم الرياحي انتقل من عالم السياسة الى عالم كرة القدم، من انتخابات المجلس التأسيسي الى انتخابات المستديرة ليتربع على كرسي القلعة الحمراء والبيضاء النادي الافريقي ويصبح «محبوب الجماهير» وكنا نرى سابقا تعاليق ضده وشتائم وأحيانا تهكما ولعل أهمها «الرياحي بالمليارات شرّا طابورية في التأسيسي» ولكن الآن أصبح المنقذ الاول لنادي باب الجديد.
أما حمدي المدب رئيس الترجي الرياضي ما قبل الثورة وهو رجل أعمال من طراز رفيع واستطاع نادي باب سويقة بجماهيره ان يساعد المدب في تخطي أزمة رجال الأعمال ما بعد الثورة فكان خطا أحمر للحكومة وللرأي العام لأن عشاق المستديرة يعتبرونه امتدادا لقوة شيبوب المالية والنفسية وعندما صرّح أنه لن يواصل مهامه في رئاسة الترجي هاجت جماهير القلعة الحمراء مطالبة المدب بمواصلة المشوار.
من النادي الافريقي الى الترجي الرياضي التونسي وصولا الى النادي الصفاقسي الذي عرف ترشح لطفي عبد الناظر لرئاسة الفريق حيث صرّح في بعض وسائل الاعلام عن رغبته في اعتلاء كرسي نادي عاصمة الجنوب وللعلم فإن هذا الأخير من رجال الأعمال الممنوعين من السفر والذين رفع عنهم حجر السفر مؤخرا في آخر قائمة أصدرتها وزارة العدل.
ونبقى مع النادي الصفاقسي حيث من الممكن عودة المنصف خماخم رجل الاعمال الى عالم المستديرة بعد ان أكدت بعض المصادر إمكانية عودته بقوة الى ناديه الذي كان يشغل فيه خطة نائب رئيس وخماخم بدوره يحاول البحث عن بصيص امل للعودة من خلال كرة القدم الى الأضواء التي ابتعد عنها منذ مدة وهو الآن يحارب أيضا للعودة الى الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس ويعتبر خماخم من رموز رجال الاقتصاد هناك.
اذا حاول رجال الاعمال سواء الممنوعين من السفر أو الذين لا يشملهم هذا القرار ارتداء جلباب كرة القدم لأنهم يعون جيدا ان كرة القدم هي أفيون الشعوب والرياضة الأولى عالميا ووطنيا وأن الحديث عن خباياها هي الموضوع الأهم بالنسبة الى الشارع التونسي وتصرف المليارات للانتدابات الجديدة للقيام بحملات اعلامية متناسين ان الاستثمار في الجهات الداخلية قد يكون أيضا معبرا هاما لقلوب المواطنين.
رجال أعمال
اعتبر رجال الاعمال المتهمون بقضايا فساد أنفسهم أمام أزمة كبرى والقضاء أمامهم والرأي العام وراءهم وسفينتهم ستغرق ان لم يحركوا ساكنا وهرولوا نحو عالم كرة القدم وفئة أخرى انخرطت في بعض أحزاب المعارضة لتصنع لها ملجأ جديدا في حالة الإدانة أما حكومة الجبالي فقد استطاعت ان تحرّك ملفهم كما تشاء سواء من خلال تصريحات الوزراء المتناقضة او بالضغط النفسي عليهم او بوعدهم بحلول سريعة دامت سنة وثمانية أشهر.