مرّة أخرى يثبت رئيس الترجي حمدي المدب أنه أقوى من السقوط بالرغم من كل المحاولات الجادة والانتقادات اللاذعة التي كانت تهدف الى ازاحته من كرسي رئاسة أعرق فريق تونسي دما ولحما في ربوعنا. خبر حمدي المدب أجواء فريق «باب سويقة» منذ عام 1967 عندما تقمص اللونين الاصفر والأحمر كلاعب في صفوف الشبان قبل ان يضطر الى مغادرة حديقة الترجيين ويكتفي في مرحلة موالية الى الممولين الدائميين المخلصين للفريق، وقد شاءت الاقدار خلال الموسم الرياضي 2007 2008 أن يركب عاشق الخيول الاصيلة قطار الحالمين عندما أقنعه الترجيون برئاسة ناديهم فنفض الغبار عن شبان الترجي المهمشين على غرار أسامة الدراجي حتى وان كلفه ذلك طرد أحد المدربين البرازيليين (كارلوس كابرال) وتعاقد الفريق مع أبرز اللاعبين المحليين والأجانب مثل القربي و«بانانا» والتراوي... فتمكن خلال السنوات القليلة الماضية أن يقود الترجي الى السيطرة بالطول والعرض على الصعيد المحلي حيث توج الفريق بثلاث بطولات (2009 و2010 و2011) بالاضافة الى الكأس في مناسبتين (2008 و2011) وأخرج المدب الاصفر والاحمر من خندق الذكريات القارية الاليمة عندما ساهم في بلوغ زملاء الدراجي نهائي رابطة أبطال افريقيا عام 2010 بعد غياب دام حوالي تسع سنوات كما أعاد المدب للترجي بريقه الاقليمي عندما ظفر النادي برابطة أبطال العرب عام 2009 هذا فضلا عن اللقب المغاربي عام 2008 وهو ما جعل أبناء الترجي يطالبون المدب بضرورة مواصلة المشوار لفترة اضافية وذلك ليس اعترافا بما حققه الرجل من ألقاب مع النادي وما ضخه من أموال في خزينته ولكن أيضا لضمان عنصر الاستمرارية الادارية بحكم أن الفريق بلغ المرحلة الحاسمة في مسابقة رابطة أبطال افريقيا. من جهة أخرى اعترف بعض المعارضين لسياسة المدب على غرار زياد التلمساني وأحمد بوشماوي... أن رئيس الترجي قدم أموالا طائلة للفريق قد يعجز أي شخص آخر عن تأمينها وقد جعلت هذه الأموال التي رصدها المدب لفائدة النادي أن يكون بمنأى عن تلك الأزمة المالية الخانقة التي عرفتها الأندية التونسية خلال الاشهر الماضية. لم يهمل المدب خلال فترة رئاسته للترجي مسألة النهوض بالبنية التحتية حيث مكن شبان الفريق من ملعب اصطناعي من الجيل الرابع تبلغ تكلفته حوالي 350 ألف دينار هذا فضلا عن المجهودات التي يقوم بها حاليا في اعادة ترميم قاعة الزواوي الخاصة برياضتي كرة اليد والكرة الطائرة، كما وضعت هيئة المدب مشروعا رائدا أطلقت عليه اسم «مؤسسة الترجي آفاق 2019» والذي تضمن التفاصيل الحقيقية للاحتراف، واستجاب المدب ايضا الى نداء ثلة من جماهير الترجي التي طالبته بابعاد كل شخص قد يساهم في الاساءة الى الفريق (حسب ما جاء في احدى عرائضها). «الشروق» تحدثت الى رياض بالنور رئيس فرع كرة القدم بالفريق وكذلك عامر البحري الكاتب العام للترجي بالاضافة الى نبيل الشايبي أحد مدعمي الاصفر والاحمر فتحدثوا عن الفترة الحالية برئاسة المدب كالتالي: رياض بالنور (رئيس فرع كرة القدم): أصبح بحوزتنا أقوى فريق في افريقيا «أعتقد أن السيد حمدي المدب جعل الترجي الرياضي يستعيد اشعاعه الاقليمي والقاري حيث أصبحت الاندية المنافسة تعترف بأن الترجي يعتبر حاليا الاقوى في القارة الافريقية وأظن أن هذا الامر لم يأت من فراغ بل كان نتيجة عمل كبير طيلة السنوات الماضية حيث تمكن رئيس الفريق من تأمين مبالغ مالية كبيرة ووضعها على ذمة النادي فقمنا بانتدابات قيمة ونجحت في تقديم الاضافة للفريق وهو ما جعل فرع كرة القدم يعيش فترة زاهية وقد جاء هذا النجاح الرياضي مرفوقا بكسب العديد من القضايا الشائكة حيث تمكنت الهيئة المديرة للفريق من «الثأر» من «مازمبي الكونغولي» عندما تم ابعاده من مسابقة رابطة أبطال افريقيا بفضل المجهودات التي بذلناها بحكم ان هذا الفريق قام بتشريك اللاعب «جانفيي» بالرغم من أنه لم يكن مؤهلا من الناحية القانونية وتمكن فريقنا أيضا من انتداب «كوليبالي» وذلك بعد ان استندنا الى معطيات قانونية دقيقة وتحركت الهيئة المديرة بشكل ناجح لحسم هذا الملف والأمر ينسحب هنا على ملف اللاعب «جوزاف يانيك تجانغ» الذي كان على وشك الانضمام الى فريق برتغالي لكن الترجي كان حاسما مرّة أخرى وحتى بالنسبة الىتفريطنا في اللاعب المالي «درامان» فقد كان من منطلق اقتناعنا بتكاليفه المالية المرتفعة وهو ما جعلنا نقرر تسريحه ولا ننتظر الآن سوى التتويج برابطة أبطال افريقيا...». عامر البحري (الكاتب القار للترجي): المدب الوحيد الذي كان بامكانه مجابهة متطلبات الفريق «أظن أن السيد حمدي المدب سخر أموالا طائلة لفائدة الترجي وعمل على تكوين فريق قوي قادر على المنافسة على الألقاب المحلية والدولية ورسخ المدب سياسة الاستمرارية الادارية وأعتقد أنه كان الشخص الوحيد الذي كان بامكانه أن يوجه المتطلبات الحالية للنادي ونتمنى الآن ان ينجح نادينا في التتويج برابطة أبطال افريقيا». نبيل الشايبي (أحد مدعمي الترجي): المدب الأفضل لمواصلة المشوار «أنا متواجد حاليا بالخارج ومع ذلك فإنني عبرت عن سعادتي بعد ان بلغني نبأ ترشح السيد حمدي المدب مجددا لرئاسة الترجي الرياضي خاصة في ظل النجاح الذي حققه على رأس فريقنا خلال السنوات الماضية وسنسعى دائما الى دعمه».