كانت تغطي حي باب العرائس بالقصرين المدينة أشجار الرمان والتفاح والزيتون والتين الشوكي وقد اشتق اسمه بحسب رواية أحد شيوخه من عرائس هي أجمل وأروع ثمار التين الشوكي. الشروق زارت هذا الحي فكان النقل التالي. وأنت تمر بحي العرائس يجذبك مشهد الجرافات الشاحنات والجرارات، عمال ينتشرون هنا وهناك انهج تنفض عنها غبار سنوات طوال من التهميش والنسيان. الحي يتجاوز عدد مساكنه (700 مسكن)، هو حي المتناقضات يحوي مساكن عصرية فاخرة وأخرى الى الأكواخ أقرب تتداعى للسقوط تنزف شتاء وتلهث صيفا، مشروع تحسين المساكن شملها هذه الأيام فدبت الحركة في جدرانها حثيثة وبدت السعادة على ملامح متساكنيها رغم أن الدفعة الأولى لم تتجاوز (900 د) وأن بعض المنتمين لهذا الحي وفي ضفته المقابلة حيث حي الحبيب لم تزره المرشدة الاجتماعية لمعاينة أوضاع سكانه... انهج الحي تعبر عن اسمائها فهذا نهج فرنكفورت يشعرك أنك تتجول في مدن الغرب أما نهج الصومال فلا حياة فيه يفتقد إلى التنوير العمومي وقنوات الغاز الطبيعي والماء الصالح للشراب وقنوات التطهير فتحس أنك حقاً من أقاصي الصومال هذا البلد الجائع فلماذا تعاني انهج الحي نفسه التمييز ؟ عموماً هي توابع سياسية ولت دون رجعة بمسؤوليها خدام المخلوع وجاء اليوم الذي شهد فيه عودة الروح من جديد فبحلول شهر البركة دبت في انهجه الحركة لتنفيذ مشروع حكومي يتمثل في تعبيده وترصيفه لإخراجه في لبوس جديد يسر الناظرين ويريح الراجلين والراكبين ويبعث البهجة في نفوس المحرومين من سكانه فمتى تنبعث اليقظة في أوصال الأحياء المهمشة الأخرى المنتظرة نفض غبار النسيان عنها؟