تفجر الوضع الأمني مجددا في ليبيا باشتباكات طاحنة بين عناصر من قبيلتين بينما أعلنت الحكومة عن مصادرة أكثر من مائة دبابة من ميلشيا موالية للعقيد الراحل معمر القذافي في منطقة ترهونة. أكدت مصادر ليبية متطابقة أمس و الليلة قبل الماضية أن الاشتباكات ومصادرة الأسلحة الثقيلة على علاقة بالمواجهات التي جدت في المنطقة الغربية من ليبيا في الأيام و الأسابيع الماضية. و قالت مصادر حكومية ان الوضع الأمني يتحسن لكنه مازال غير مستقر.
دبابات و قاذفات صواريخ
وأعلنت وزارة الداخلية الليبية الليلة قبل الماضية أنها صادرت أكثر من مئة دبابة كانت في حوزة «ميلشيا موالية للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي». وأوضحت الوزارة أن عناصر الميلشيا المذكورة كانوا يدعون انهم من الثوار في منطقة ترهونة بغرب البلاد، وقد تم الكشف عن ولائهم الحقيقي اثناء التحقيق في الهجومين اللذين وقعا الاحد الماضي في طرابلس و خلفا قتيلين واربعة جرحى.
وقال عبد المؤمن الحر المتحدث باسم اللجنة الامنية العليا التابعة للداخلية في مؤتمر صحفي انه «تمت مصادرة اكثر من مئة دبابة و26 قاذفة صواريخ» في ثكنة بسوق الاحد قرب ترهونة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب شرق طرابلس.
واوضح عبد المؤمن أن هذه الميليشيا التي ادعت انها الى جانب الثوار واطلقت على نفسها اسم «كتيبة الاوفياء»، بينما كان اسمها في الحقيقة «كتيبة الشهيد معمر القذافي» على اسم الزعيم الليبي الراحل.
كما اشار الى انه تم تشكيل لجنة تحقيق في وزارة الداخلية للكشف عن عناصر من الموالين للنظام السابق قد تسللوا الى صفوف قوات الامن. وكشف المتحدث أن قائد الميليشيا الذي يدعى خالد ابراهيم كريد اعتقل الاربعاء خلال عملية استهدفت المجموعة واسفرت عن سقوط قتيل وثمانية جرحى بين رجال الامن. وكانت وزارة الداخلية الليبية اعلنت مساء الاربعاء عن وقوع اشتباكات في ترهونة بين عناصر من اجهزة الامن ومسلحين يشتبه في تورطهم في الهجومين بالسيارات المفخخة.
اشتباكات طاحنة
من ناحية أخرى، أفادت مصادر ليبية أمنية و اعلامية بمقتل ثلاثة أشخاص وجرح اخرين في اشتباكات عنيفة بين قبيلتين قرب مدينة زليتن غربي ليبيا. ونقلت وكالة أنباء عن مسؤول ليبي قوله إن اسلحة ثقيلة استخدمت في الاشتباكات متحدثا عن مدافع مضادة للطائرات من عيار 14 ملم. وقد صححت الوكالة الحصيلة السابقة التي قدمتها للضحايا الذين قدرتهم ب 12 قتيلا وعشرات الجرحى.
واشار المسؤول الى أن شرارة الاشتباكات اندلعت إثر نزاع لم يوضح اسبابه بين عائلتين من قبيلتي الهلالي والفواترة. واوضح انه تم نشر قوة من الجيش في المنطقة وقد نجحت في فرض هدنة بين القبيلتين المتحاربتين. وقال مصححا الرواية السابقة «ساعدنا نشر الجيش على الحصول على رواية مباشرة عن الضحايا في هذا الاشتباك القبلي. فقد قتل ثلاثة اشخاص واصيب ثمانية آخرون بجراح..