اعترف ثلاثة جنود في مشاة البحرية الاميركية (المارينز) بانهم تبولوا على جثث مقاتلين من حركة طالبان في افغانستان ونشروا على الانترنت لقطات مع الجثث، وفرضت عليهم عقوبات ادارية شكلية. قال سلاح مشاة البحرية الأمريكية في بيان ان «ثلاثة من جنود المارينز تلقوا عقوبات غير قضائية أول أمس لانتهاكهم المدونة الموحدة للقضاء العسكري، بسبب دورهم في التبول على الجثث وتصوير قتلى طالبان في فيديو نشر في جانفي 2012». واضاف بيان «المارينز» ان «الجنود عوقبوا في اطار اجراءات غير قضائية»، بدون ان يذكر اي تفاصيل عن العقوبات.
اجراءات شكلية
وأوضح البيان ان «العقوبات المحددة لن يتم الاعلان عنها لانها عقوبة غير قضائية في اطار اجراء اداري»، مؤكدا ان عقوبات اخرى ستتخذ بحق جنود آخرين متورطين في هذه القضية من دون أي توضيح اضافي.
وينتمي الجنود الثلاثة الى وحدة قناصة النخبة في الفوج الثاني من الفرقة الثالثة في «المارينز» ومقرها كامب لوجون (في ولاية كارولاينا الشمالية، جنوب شرق الولاياتالمتحدة).
وتعود الوقائع الى 27 جويلية 2011 خلال عملية ضد متمردين من حركة طالبان في منطقة موسى قلعة في ولاية هلمند (جنوب غرب افغانستان) ولكن العالم لم يعرف بها الا في 11 جانفي الفائت عندما نشر على الانترنت شريط فيديو يصور ما جرى.
ويظهر في الفيديو اربعة عسكريين امريكيين يتبولون على جثث ثلاثة افغان مضرجة بالدماء، في مشهد اثار استياء حول العالم وصدمة لدى المسؤولين السياسيين والعسكريين الامريكيين.
ويسمع صوت احد الجنود وقد بدا انه مهتم بتصويره، يقول «يومك سعيد»، وهو يسخر من جثة. وتشكل هذه القضية واحدة من سلسلة الفضائح التي اضرت بصورة الجيش الامريكي في الخارج، من الصور التي التقطت لتعذيب معتقلين في سجن ابو غريب الى ادانة جنود مؤخرا بتهمة قتل مدنيين افغان للتسلية.
وقال سلاح « المارينز» في البيان الصادر أمس الأول عن مكتب العلاقات العامة في كانتيكو في ولاية فيرجينيا ان الجنود الثلاثة اعترفوا بالتهم الموجهة اليهم «بموجب اتفاق» ولن تكشف اسماؤهم.
واضاف ان احدهم اعترف بمخالفة القانون العسكري بالتقاط صور غير رسمية له مع خسائر بشرية والتبول على جثث لمقاتلين «مما يشكل ضررا للنظام ولحسن الانضباط».
واعترف جندي آخر بالتقاط صور غير رسمية له مع خسائر بشرية وتصوير فيلم فيديو. اما الجندي الثالث فقد عوقب بعدما اعترف بانه «قصر في الابلاغ عن اساءة معالجة خسائر بشرية من قبل جنود آخرين وتقديم بيان رسمي خاطىء». ويمكن ان تشمل العقوبات التأديبية خفض الرتبة وفرض قيود على دخول العسكريين الى قاعدة عسكرية وخفض الراتب والتأنيب او الجمع بين كل هذه الاجراءات.
«حصانة» أمريكية
من جهة أخرى أكد الجيش الأمريكي أن ستة من جنوده قاموا في فيفري الماضي بإحراق نسخ من المصحف الشريف في أفغانستان، لن يواجهوا أي ملاحقة جنائية، مكتفيًا بالإشارة إلى اتخاذ إجراءات تأديبية فقط ضدهم كما حصل مع «المارينز» الثلاثة.
وقال الجيش: إن الجنود لن يواجهوا أي ملاحقة جنائية على خلفية هذا الحادث الذي تسبب في موجة غضب واحتجاجات قتل خلالها 30 شخصًا على الأقل، ومقتل جنديين أمريكيين رميًا بالرصاص، وهؤلاء الجنود متورطون في حوادث تم خلالها سحب نسخ من القرآن الكريم ومواد دينية أخرى من مكتبة احد السجون وحرقها.
وأوضح الجيش الأمريكي «أن الجنود الستة المتورطين في إحراق المصحف سيواجهون عقوبات تأديبية» يمكن أن تشمل إجراءات مثل خفض رتبهم العسكرية أو خدمة إضافية أو منعهم من الحصول على مكافآتهم المالية.
وزعم الجيش الأمريكي أن تحقيقًا أجراه توصل إلى «عدم وجود أي نية خبيثة لازدراء الإسلام». وتوصلت نتائج التحقيق إلى أنه تم إحراق نحو 100 صفحة من المصحف ونصوص دينية أخرى، وهو رقم لم يعلن عنه سابقًا، في قاعدة باغرام الجوية شمال كابول.