تشهد العاصمة هذه الأيام حركية غير مسبوقة بعد الظهر وذلك بفضل تواصل العمل بالحصة الواحدة الى يوم 15 سبتمبر وتواصل موسم الصولد مما جعل العائلات تتسوق استعدادا للعودة المدرسية هذه الحركية نشطت قطاعات عديدة منها المطاعم والمقاهي المفتوحة والمحلات والفضاءات الكبرى والمكتبات. والطريف أن هذه الوجهات ليست القبلة الوحيدة للأولياء الباحثين عن ملاذ آمن من غلاء أسعار المستلزمات المدرسية ذلك أن «الفريب» يعج هذه الأيام بالباحثين عن محافظ وحقائب لتلاميذ الثانوي والأساسي بأسعار معقولة وجودة عالية.
«الشروق» قامت بجولة في سوق الحفصية للملابس المستعملة الذي تحول بفضل العودة المدرسية الى مكتبة كبيرة علقت فيها المحافظ والحقائب بمختلف أنواعها ولكل الأعمال وبجودة ترتفع كلما ارتفعت أسعارها لكنها حسب المستوقين ذات ماركات عالمية معروفة وبسعر معقول .
في المتناول
اكتظاظ كبير تعرفه سوق الحفصية هناك من الأولياء من رافقه أبناؤه في جولة التسوق ومنهم من جاء منفردا ومن بين هولاء السيدة نبيلة التي وجدناها صحبة زوجها بصدد اختيار محفظة من الحفصية وقد ذكرت لنا أنها وجدتها في المحلات ب 52 دينارا في حين تباع في الفريب ب 10 دنانير وذات جودة أفضل من المحافظ الجديدة. وتضيف محدثتنا أن المحفظة ذات الجودة العالية تباع في المحلات الفاخرة ب 136 دينارا وأكثر في حين يمكن العثور على نفس الجودة من المستعمل ب 20 دينارا وأقل من ذلك ونلاحظ أن هذا الغلاء لا يطيقه من له طفل واحد فما هو حال من له أكثر من طفل؟ محدثتنا موظفة هي وزوجها ومع ذلك تتذمر من الغلاء وتتساءل عن حال من هم دونها دخلا.
الجودة
أما السيد إلياس فيذكر أن الفريب يضم المحافظ ذات الجودة العالية والسعر المعقول فهي عادة محافظ من الماركات العالمية وكذلك الحقائب جلها من الموضة لكم المحلات التي تسوق المحافظ الجديدة فإما أن يكون ثمنها معقولا وجودتها متدنية أو أن تكون عالية الثمن في حين أن التونسي تعددت أبواب نفقاته صيفا ومواسمه الاستهلاكية وهو غير قادر على مواكبة المتطلبات.
وأضاف محدثنا أنه بفضل تواصل العمل بالحصة الواحدة تمكن صحبة زوجته من التسوق والترفيه عن النفس في آن واحد وذلك عبر ارتياد المطاعم وفضاءات الترفيه والاهتمام بعائلته بعيدا عن لغط السياسة.
محفظة أم قاروص؟
بروح مرحة ذكر السيد بلحسن وهو أصيل العاصمة أنه ينوي إلى شراء محفظة لأبنائه وليس سمك القاروص حتى ينفق فيه مئات الدنانير وهو يقصد أسعار المحلات المتضخمة مضيفا أنه جلب ابنته وابنه الى سوق الحفصية لإختيار ما يرون لهما من المحافظ بعيدا عن المحلات التي تعرف ارتفاعا في أسعار بضائعها وانخفاضا في الجودة ولاحظ أن سعر المحفظة القديمة يناهر 10 دنانير لكنها ذات جودة تمكنها من البقاء لسنتين أو ثلاث سنوات عكس المحافظ الجديدة التي تضطر خلال نفس السنة لتعويضها بثانية وأحيانا محفظة ثالثة المهم هو أن ابنائي من المتفوقين في الدراسة وهما سعيدان جدا بالصفقة التي حققاها مع والدهما خلال جولة التسوق.
فرحة الأطفال
الفرحة كانت بادية على أيوب وهو يحمل المحفظة التي اختارها لسنته الأولى بالمدرسة وقد ذكر لنا والده بلال أنه اشترى له خلال السنة الماضية محفظة ب 39 دينارا لقسم التحضيري لكن سرعان ما تلفت مما اضطره إلى شراء أخرى لذلك قرر هذا العام الإلتجاء إلى «الفريب» الذي يضم بضاعة أكثر جودة وأرفق سعرا.
الملاذ
كذلك السيدة كوثر وجدناها قد اشترت محفظة ب 10 دنانير وهي بصدد البحث عن حقائب أخرى لإبنيها وقد اعتبرت «الفريب» ملاذا للأولياء والتلاميذ من الغلاء الذي شهدته المحلات.
الباعة يتذمرون
خلال جولتنا بالحفصية تحدثنا الى بعض الباعة الذين ذكروا لنا أن البضاعة و المحافظ عموما زاد ثمنها مقارنة بالسابق كما أن جودتها تقلصت مقارنة بالسنوات الماضية أما في خصوص الأسعار فقد رصدنا اختلافا بينها إذ نبدأ بالنسبة الى المحافظ بداية من 5 دنانير ويمكن أن تصل الى 40 دينارا (جديدة ومن ماركات عالمية) لكن جل الأسعار يتراوح ما بين 10 و 15 دينارا...