تنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة بنزرت الابتدائية خلال شهر سبتمبر الحالي في قضية استهلاك وترويج مادة الكوكايين تورط فيها 40 نفرا تم الإفراج عن أربعة منهم لعدم كفاية الحجّة التي تدينهم وتضعهم تحت طائلة القانون. تفاصيل القضية تعود إلى شهر فيفري 2010 حين عثر المظنون فيه الأول على عشرة أكياس من مادة بيضاء (كوكايين) بشاطئ «لوكا» بسجنان داخل علبة كبيرة فتولى إخفاءها بغابة مجاورة ثم تحادث في أمرها لاحقا مع المظنون فيه الثاني الذي يعمل معه في حضائر البناء بمدينة بنزرت.
كما تحادث إثر ذلك في نفس الأمر مع المظنون فيه الثالث عند لقائهما به بإحدى المقاهي بمدينة بنزرت وقد توجّه ثلاثتهم على إثر ذلك على متن سيارة المظنون فيه الثالث إلى مكان إخفاء الأكياس العشرة حيث أمدهم المظنون فيه الأول بخمسة أكياس من ضمن العشرة أكياس التي كان يحتفظ بها ثم قفلوا ثلاثتهم راجعين إلى بنزرت.
استهلاك وترويج
عاد المظنون فيه الثاني في مناسبة لاحقة إلى المظنون فيه الأول وطلب منه تمكينه من كيسين آخرين فقام بذلك فيما احتفظ هو بالأكياس الثلاثة الباقية وقد علم لاحقا أن المظنون فيه الثاني احتفظ بأربعة أكياس بينما احتفظ الثالث بثلاثة أكياس.
المظنون فيه الثاني احتفظ بالأكياس الأربعة التي بحوزته بمقر إقامته في حضيرة البناء التي يعمل بها وقد التقى لاحقا بالمظنون فيه الرابع وطلب منه التوسط له في ترويج محتوى الأكياس من مادة الكوكايين فطلب منه إحضارها للتثبت منها فجلب له كيسين منها وتقابل معه بمقر سكنى المظنون فيه الرابع إلا أن هذا الأخير استقدم أحد أصدقائه الذي شرع في إسماع المظنون فيه الثاني كلاما بذيئا مما جعله يخاف ويغادر المنزل مذعورا وقد تصرف المظنون فيه الرابع وصديقه في محتوى الكيسين بالترويج عن طريق أشخاص اخرين تم إيقافهم على ذمة القضية أما المظنون فيه الثاني الذي بقي بحوزته كيسين فقد اتصل بنادل بإحدى مقاهي بنزرت وقد طلب بدوره من المظنون فيه الثاني اطلاعه على فحوى الكيسين فمكنه من واحد فقط وإثر ذلك ألقي القبض عليه وبعد إعلام السلطات الأمنية فتم إيقافه بأحد نزل الجهة.
كشف المستور
المظنون فيه الثالث اتصل بأحد معارفه القاطن بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة وأعلمه بتحوزه بكيلوغرامين من مخدر الكوكايين ثم العثور عليها بشاطئ البحر بسجنان وطلب منه مساعدته في بيع تلك الكمية فوافقه على ذلك وتسلمها منه واستهلك البعض منها صحبة صديق له بمحل سكناهما بالتناوب إلى أن علم بإلقاء القبض على صديقه فتحصّن بالفرار إلى جهة المنستير علما أن عددا من المظنون فيهم أكدوا صلتهم بالشخص القاطن بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة وأنهم اقتنوا منه مخدر الكواكيين سواء عن طريقه أو من أشخاص آخرين كلفهم ببيع المادة المذكورة و قد ارتفع عدد الحرفاء إلى أكثر من عشرين شخصا إناثا وذكورا ومن أحياء مختلفة من الشعبية إلى الراقية وقد بلغ سعر الغرام الواحد حوالي 150 دينارا.
وقد جرت مكافحة بين عديد الأطراف المتدخلة في القضية حاول البعض منهم الإنكار إلا أن جلهم انهار واعترف بالتهم الموجهة إليه.
هذا وقد تم حجز لفائدة البحث سيارة خفيفة وشاحنة ومبلغ 19 ألف دينار وهاتف جوال ونسخة من عقد كراء سيارة بتاريخ 31 أوت 2010.
وبناء على مطلب من طرف رئيس الإدارة الفرعية لمكافحة المخدرات بتونس تم بتاريخ 9 فيفري 2011 إعدام 1760.08 غرام من مخدر الكوكايين محجوزة عند المظنون فيه الثاني كما تم إعدام 3395 غرام من نفس المخدر المحجوز لدى المظنون فيه الأول بحضور ممثل النيابة العمومية وضابط شرطة أول من إدارة مكافحة المخدرات بتونس وضابط شرطة مساعد من نفس الإدارة.