احالت دائرة الاتهام بمحكمة استئناف قفصة مؤخرا على الدائرة الجنائية اربعة متهمين تتراوح اعمارهم بين 25 سنة و48 سنة ووالدة احدهم لمقاضاتهم بجملة من التهم المتعلقة بالمخدرات. وتعود وقائع هذه القضية الى يوم 27 اكتوبر 2003 ببلدة «بنعون» (ولاية سيدي بوزيد) حيث اتصل احد المخبرين بأعوان مركز الحرس الوطني وسلمهم عيّنة تزن حوالي 60 غراما من مادة مخدرة وصرّح انه تلقى عرضا لترويج كمية من نفس المادة فتم ايلاء الموضوع اهمية قصوى وتم إعلام النيابة العمومية بسيدي بوزيد وتكليف عون حرس وطني بالزي المدني للقيام بعملية الشراء قصد الايقاع بالمشبوه فيهم متلبسين. وقد انطلقت عملية المراقبة والتتبع والمداهمة انطلاقا من بلدتي «بنعون» و»بئر الحفي» الى منطقة «المزارة» مكان خزن واخفاء كمية المخدرات. وبينت الأبحاث الأولية ان احد المظنون فيهم تعرف على طرف ثان في قضية الحال بمناسبة موسم الحصاد وبعد ان توطدت العلاقة بينهما اعلمه بأن لديه 9 كيلوغرامات من المخدرات وطلب منه تأمينها لديه بحكم انه يقطن قرب مقر محكمة ناحية «بنعون» وان محله مراقب وذلك في انتظار ايجاد شار وتمكينه من نصيب. وقد وافقه صديقه فنقل المادة المخدرة واخفاها في مقر سكناه وبهذا ورط والدته (54 سنة) دون قصد منه. وبعد ذلك عثر المتهم الرئيسي (صاحب المادة المخدرة على حريف واتفق معه على ان يبيعه المخدرات مقابل 1400 دينار للكيلوغرام الواحد. وبعد ان امن الحريف مبلغ 1000 دينار (عربون) تم تحديد مكان وزمان التسليم فاستعار البائع سيارة (نوع ايسيزي) من احد معارفه لينقل فيها البضاعة من مقر سكنى صديقه الى الحريف. وأوهم صاحب السيارة بأنه ينوي جلب كمية من الفلفل. وقد تم التخطيط والتنسيق بين افراد المجموعة على انجاح هذه العملية الا انهم نسوا يقظة اعوان الامن الذين داهموهم متلبسين «بفلفلهم المخدر». وقد تمت احالة المظنون فيهم (البائع والشاري وصاحب السيارة والصديق ووالدته) صحبة ملف القضية والمحجوز على الدائرة الجنائية بمحكمة قفصة الابتدائية في انتظار تعيين موعد لمحاكمتهم.