مرة أخرى تقيم كرة اليد التونسية الدليل على المخزون الهائل من اللاعبين الموهوبين بين الذين يتوفرون لديها فبعد جيل 2005 الذين بدأ بعض لاعبيه يغادرون الساحة الدولية وبعد جيل 2009 الذي أخذ المشعل عن زملاء وسام حمام. إن سياسة العمل القاعدي والتواصل التي تابعتها الجامعة منذ أكثر من عشر سنوات تثبت جدواها. وتعطي أكلها مجددا بإفراز مجموعة جديدة من المواهب قد لا تضاهي مؤهلاتهم امكانيات زملاء البوغانمي ولكن يكفي أن يواصلوا العمل بصفة جدية ومستمرة وان تتوفر لديهم امكانيات التربص والاحتكاك المنتظم لضمان مواصلة مسيرة التألق.
وسيكون ذلك أمرا محتوما طالما أصبح المنتخب الوطني للأواسط بطل افريقيا محملا بمأمورية تمثيل القارة بصفة مشرفة في بطولة العالم القادمة لهذا الصنف والتي ستلتئم في صائفة 2013 بالبوسنة وهو ما يستدعى وضع برنامج عمل ينطلق من الآن أساسه تكثيف الفرص للاعبين من أجل صقل امكانياتهم وتقوية اللحمة بينهم لبلوغ موعد بطولة العالم وكلهم ثقة في النفس من أجل اللعب على المراتب الأولى تماما كما حدث بالنسبة لبطولة العالم السابقة مع جيل 2009.
التكوين قبل كل شيء
ولكن حذار ثم حذار من الخطإ في رسم الأهداف لأنه لا يجب أن ننسى أن الهدف الأساسي من منتخبات أصناف الشبان يبقى دائما تكوين أكثر عدد ممكن من اللاعبين المؤهلين الى تطعيم منتخب الأكابر وهو ما تم بكل نجاح مع جيل 2009 الذي احرز المرتبة الرابعة عالميا في بطولة العالم للأصاغر بالحمامات والميدالية البورنزية في بطولة العالم للأواسط باليونان ولكن الميدالية الأغلى هي التي أحرزها بفرض معظم لاعبيه نفسهم في القائمة الموسعة لمنتخب الأكابر وهو ما ننتظره من المجموعة الحالية لمنتخب الأواسط التي لم تكشف عن امكانياتها الحقيقية بعد بالرغم من فوزها باللقب الافريقي حيث أنها اقتصرت على ثلاثة أشهر من التحضير تحت اشراف المدرب محمد علي الصغير بعد أن ركنت مطولا إلى عدم النشاط منذ أن تولى رياض بن عزيزة تأطيرها في صنف الأصاغر وهو ما يعني أن هذه المجموعة لم تعمل منذ بعثها بالنسق المطلوب. لذلك نقترح أن يتم التنسيق لاعداد بطولة العالم بتشريك المدرب الباعث لهذا المنتخب رياض بن عزيزة والمدرب الوطني المساعد لفريق الأكابر ثابت محفوظ الذي كان وجوده مع الأواسط بأبيدجان ايجابيا الى جانب المدرب محمد علي الصغير الذي نجح في استعادة الزعامة الافريقية في هذا الصنف.
مستقبل واعد
بالتخطيط والعمل المستمر وتظافر جهود الجميع سوف يفرز هذا المنتخب أكثر من لاعب لاقتحام منتخب الأكابر فبالاضافة الى أسامة حسني الذي أثبت أن له من المؤهلات ما سيجعل منه واحدا من أبرز اللاعبين في مركز الظهير الأيمن الذين أنجبتهم كرة اليد التونسية ومحمد حمزة المهذبي الذي يملك مواصفات اللاعب «الجوكير» فإن لاعبين مثل الظهير الأيسر محمد السوسي أو الجناح الأيمن طارق جلوز ورمزي مجدوب وكذلك لاعب الدائرة طارق فتح الله اضافة الى محمد رضا فراد ووائل الطرابلسي وفاخر الواد سيكون بهم مستقبلا كبيرا شريطة أن يثابروا في العمل والجد دون ملل واضعين نصب أعينهم الارتقاء الى المنتخب «أ» ولو انتظروا دورهم طويلا لأننا نعلم أن هناك من اللاعبين من يبلغون أوج عطائهم في سن 25 و 26 سنة.
منتخب الآمال
هذه المعطيات تجعلنا ننادي بضرورة بعث منتخب وطني «ب» أو منتخب الآمال سمّوه كما شئتم لأن الثابت أن الأعوام المقبلة ستسجل توفر عدد كبير من اللاعبين الممتازين في سن الأكابر قد يصل عددهم الى خمسين عنصرا مؤهلين في كل وقت الى الانضمام الى قائمة ال 16 والسؤال الذي يفرض نفسه هو ما عسانا نفعل بالبقية؟ هل نهملهم؟ اترى أنه من الضروري احتواؤهم في منتخب ثان ببرنامج عمل مواز لضمان تعزيز عدد اللاعبين الأساسيين ...نعيد القول بأن كرة اليد تتطلب امكانيات أكبر وميزانية مضاعفة لتحديد الأهداف وبلوغها.