لم يكن صباح يوم الاحد الماضي عاديا في مدينة المنستير اذ انتشر ما لا يقل عن 257 تلميذا من المدرسة الوطنية لتكوين مفتشي الشرطة بسوسة في شوارعها الرئيسية وساحاتها وانكبوا على تنظيفها وإزالة ما علق بأرصفتها من أتربة وأوساخ. وتأتي حملة النظافة هذه في اطار مواصلة الحملة الوطنية المقامة بمناسبة العودة المدرسية ودخول فصل الخريف وشارك فيها تلاميذ مدرسة الشرطة الذين تم توزيعهم على ست مجموعات انتشرت في عديد النقاط السوداء بالمدينة على غرار مفترق النافورة وشارع ابن سينا وشارع فطومة بورقيبة ونهج سالم بشير والحي الرابع وأحواز المبيت الجامعي بحي البساتين وقامت بكنس الارصفة وحواشي الطرقات وقلع الاعشاب وجمع الفضلات المتناثرة ووضعها في اكياس بلاستيكية ورفعها بواسطة الاليات التي وضعتها بلدية المكان على ذمتها .
وقد لقيت هذه الحملة الاستثنائية للنظافة استحسان سكان مدينة المنستير ممن هرعوا الى مد يد المساعدة للتلاميذ أو ممّن قاموا بشحذ عزائمهم وتشجيعهم على القيام بمبادرات اخرى داخل المعتمديات فيما اكتفى البعض بالفرجة وتأمل مشهد لم تألفه شوارعنا من قبل واوضح بعض التلاميذ المشاركين في الحملة ل«الشروق» انهم نظموا في مناسبات سابقة حملات نظافة شملت مدينة سوسة في مناسبتين ومدينة الساحلين قبل ان يحطوا الرحال بمدينة المنستير على ان تتلو حملاتهم هذه حملات اخرى في قادم الايام وقالوا ان ما قاموا به جلب اليهم احترام وتقدير المواطن وأضافوا ان تدخلهم يأتي في اطار تنفيذ برامج التكوين التي يخضعون اليها طوال فترة دراستهم والتي تحمل شعار «البذل والعطاء في سبيل الغير» اضافة الى ما يمكن ان تغرسه مثل هذه المشاركات في نفوسهم من قيم المواطنة والتحضر ونكران الذات ودعم بوادر تفتح المؤسسة الامنية على محيطها الخارجي.