من منا لا يتذكر تلك الحملة التي قامت بها «الستاغ» ذات أشهر تدعوا فيها ذوي الاحتياجات الملحة الى بصيص من الضوء الى «كبسان السنطورة» وملأت الدنيا ملصقات تحمل صورة فانوس متحزم بحزام، يشبه «حزام بولبدة» في خصور راقصات فاطمة بوساحة أيام كانت سيدة الساحة، كانت تلك الملصقات مزدانة بشعار في صيغة الأمر يقول «إكبس السنطورة»، وكانت النتيجة أن «كبسان السنطورة» لم يكن متبوعا ب«رخفان الفاتورة» وكانت الفاتور هي السنطورة التي قسمت حزام كل «خدام حزام» حتى وإن لم ير الضوء يبقى الداء في الأداء. والدواء في الظلام والكبس في قاموس العامة يعني تضييق الخناق، وكبسه كبسة أي حاصره حصرا لا حراك له. والكبسة تعني «الفجعة» و«الغصرة» وكلاهما تصيب صاحبها ب«بوصفير» حتى وإن لم يثبت العلماء ذلك. وأما في الأوضاع المكبوسة كالتي نعيشها اليوم والتي تعالت أصواتها لمزيد كبسها فلم يبق للمواطن الا أن «يكبس روحو» حتى لا تطلع الى خالقها. وأما إذا حدثك أحد وقال لك إن الدنيا مكبوسة وهو ما يشاع وتتناقله كل الألسن فمعناها «حابسة» واقفة مقيدة جامدة وكلها كوابيس. وأما «الكبّوس» فهو الشاشية، ويلعب دورا في الدنيا المكبوسة اذ يصبح «كبوس هذا على راس هذا».
وأما إذا أضفنا لفعل كبس في لسان العرب معناه يصبح الأمر «كبسونة» قاتلة. وأما وهذا الذي يهمنا اذا دخل فعل كبس في شؤون الدنيا والدين فلا غرابة إن تحول أقدس أيام الأسبوع من «جمعة الصلاة على النبيّ» الى «جمعة إكبسْ» أكيد حتى لا يرى «الضوْ» لا قيس ولا عمرو ربما لترشيد استهلاك النور والحد منه، وذلك بالتشاور والتوافق بين الحاج موسى وموسى الحاج.. «انتبه كبسونة».