«الاستاذ» عمل سينمائي جديد يضاف الى المدونة السينمائية التونسية بإمضاء محمود بن محمود الذي يعود الى الاعمال الروائية بعد غياب طويل. اختارت شركة فاميلياً للإنتاج ان تبدأ سلسلة عروض الشريط السينمائي الجديد « الاستاذ» من دار الثقافة بالرديف يوم 11 سبتمبر تكريما لهذه المدينة التي صمدت في ايام الجمر وقد صور بن محمود جزءا من شريطه في منطقة الحوض المنجمي التي واجهت القمع والرصاص سنة 2008 .
الشريط بطولة احمد الحفيان وسندس بلحسن ولبنى مليكة ورمزي عزيز ولطفي الدزيريً واحمد السنوسي والاسعد الجموسي وتبدأ احداث الشريط سنة 1977 عندما يرشح الحزب الاشتراكي الدستوري آنذاك الذي كان يحكم البلاد الاستاذ في كلية الحقوق خليل الخلصاوي لتمثيله في الهيئة التأسيسية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان لكن اندلاع المواجهات بين الاتحاد العام التونسي للشغل في شتاء 1978 واختيار السلطة التصعيد وسقوط ضحايا من النقابيين في ما عرف بالخميس الاسود ستدفع استاذ القانون الخلصاوي الى سلسلة من المراجعات الفكرية والسياسية بما سيؤثر على حياته الشخصية والمهنية.
هذا الشريط هو شهادة على سنوات حكم الحزب الواحد وهو وان صور قبل ثورة 14 جانفي فانه يكشف عن الأسباب العميقة التي أدت الى الانفجار الاجتماعي وسقوط النظام في 14 جانفي وقد واجه الشريط صعوبات كبيرة في التصوير بسبب التحفظات الأمنية للسلطة السابقة ولولا صمود فريق الانتاج وإصراره على تذليل كل الصعوبات لما عرف هذا الشريط النور.
بعد العرض الخاص في مدينة الرديف الذي سيحضره النقابيون والناشطون السياسيون ستبدأ عروض الشريط في القاعات بداية من يوم 12 سبتمبر الجاري وسيعرض مبدئيا في قاعات المونديال وإميلكارً مدار قرطاج والحمراء والزفير في المرسى، ويحظى الشريط بمساندة من الاتحاد العام التونسي للشغل ومن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.