بعد الانجازات التي حققتها المنتخبات الافريقية المغمورة في السنوات الأخيرة تأكد بصفة نهائية أنه لا مجال للحديث عن المنتخبات الصغيرة في افريقيا ولذلك أكد الاطار الفني للمنتخب واللاعبون انهم لن يقعوا في فخ استسهال منتخب السيراليون. الدقائق الخمس الأولى من اللقاء أكدت ان المنتخب عاقد العزم على أخذ الأسبقية منذ لقاء الذهاب وقال سامي الطرابلسي أيضا ان نقطة قوة المنافس تكمن بالتأكيد في اندفاع لاعبيه ولذلك بدا واضحا ان الإطار الفني قرأ حساب كل صغيرة وكبيرة وبدأ اللقاء مسيطرا ولكن هذه السيطرة لم تتواصل الا على امتداد 5 دقائق فقط.
هدف وانهيار
بعد السيطرة النسبية للمنتخب في الدقائق الاولى تمكن المنافس من تسجيل الهدف الاول وذلك في حدود الدقيقة الثامنة بواسطة الظهير الايسر شريف صوما الذي صوب بقوة في شباك المثلوثي أمام أنظار كامل عناصر الخط الدفاعي بعد هذا الهدف انهار لاعبو المنتخب وتواصل ضغط المنافس على امتداد 15 دقيقة تقريبا وكان بإمكان المنافس التسجيل ولحسن الحظ أن البلبولي كان متفطنا طوال هذه الفترة.
استفاقة نسبية
انطلاقا من الدقيقة العشرين استفاق المنتخب وحضرت بعض المحاولات خاصة عن طريق يوسف المساكني وصابر خليفة ولكن عدم جاهزية عصام جمعة وأرضية الميدان التي حرمت اللاعبين في أكثر من مرة من الترويض الجيد.
التركيبة والخطة
الى جانب المنافس الذي بدا مصرا على الانتصار ولعب باندفاع فإن سامي الطرابلسي فشل هذه المرة على عكس اللقاءات السابقة حيث أنه لم يتمكن من التعويل على اللاعب اللازم في مركز صانع الألعاب في غياب بن حتيرة إذ فضّل التعويل على لاعبين من الرواقين (المساكني وخليفة) فأقدم بذلك على «تفريغ» منطقة الوسط لأن بقية لاعبي هذا الخط (المولهي والسايحي والهمامي) كانت مهمتهم دفاعية فقط وكان عليه مثلا التعويل على وسام يحيى مكان الهمامي لأنه الوحيد الذي بإمكانه القيام بالربط وصناعة اللعب في نفس الوقت ولست أدري شخصيا كيف تحول الهمامي بسرعة قياسية الى لاعب أساسي في المنتخب بالاضافة الى أنه كان بالإمكان الاستفادة من الحرباوي منذ البداية لأن الجاهزية البدنية هي الأهم في الرياضة قبل السجل والمهارة وكل الأمور الأخرى.
منتخب عادي ومجازفة متأخرة
في الشوط الثاني انتظرنا أن يتفطن المدرب إلى الخلل في تشكيلة الشوط الأول وانتظرنا التعويضات منذ البداية لكنها تأخرت ولم تأت بعد الدقيقة 60 عندما أقحم الدراجي مكان السايحي في حين كان مطالبا بإعادة النظر في اقحام الهيشري والبوسعايدي والهمامي وعندما تفطن الطرابلسي جاء هدف التعادل عن طريق فاتح الغربي في الدقيقة 65 مع العلم ان المدرب كان بجانبه شمس الدين الذوادي ووسام يحيى والحرباوي وكل هؤلاء لهم مكان في التشكيلة وبعد ادخال التغييرات بدا المنافس عاديا ولا يمتاز إلا بالتدخلات العنيفة التي تغافل عنها الحكم السوداني خالد عبد الرحمان.
شخصية قوية
على امتداد الشوط الثاني كان المنتخب الوطني أفضل بكثير من المنافس ورغم هدف كامارا في الدقيقة 83 بعد هفوة من البلبولي حضرت الشخصية القوية وجاء الهدف الثاني من المساكني بعد مجهود ممتاز من الدراجي.
فضيحة تحكيمية
رغم ان البعض تفاءل خيرا بتعيين الحكم السوداني خالد عبد الرحمان للقاء فإن هذا الحكم قدم مردودا سيئا جدا وخاصة عندما أقدم على لقطة مضحكة بالاعلان عن خطإ لفائدة تونس عندما كان صابر خليفة وجها لوجه.
تشكيلة المنتخب
أيمن المثلوثي البوسعيدي الغربي الهيشري عبد النور المولهي الهمامي السايحي (الدراجي) المساكني خليفة جمعة (الحرباوي) تحكيم: خالد عبد الرحمان (من السودان)