اعتبرت جماعة اسلامية قريبة من القاعدة في شمال مالي الواقع تحت سيطرتها أن مقتل الدعاة ال 16 على يد الجيش المالي هوبمثابة اعلان حرب مؤكدة تصميمها على الزحف على باماكو وخوض حرب شاملة. قالت حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا الإسلامية المتشددة في مالي ، إن مقتل 16 داعية إسلاميا، من بينهم ثمانية من موريتانيا، وثمانية من مالي، على يد دورية تابعة للجيش في البلاد هوبمثابة إعلان للحرب.
وحركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا، هي واحدة من الجماعات الإسلامية التي استغلت تمرد الطوارق في شمال مالي، منذ أفريل الماضي بغرض تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وقال الإسلامي البارز عمر ولد حماها المتحدث باسم الحركة «بعد هذا العمل الوحشي غير المبرر لا أرى أي مستقبل لجيش مالي أوحكومتها لأننا سنواصل حملتنا باتجاه الجنوب إلى باماكو، «هذا إعلان للحرب».
وأوضح ولد حماها في تصريح عبر الهاتف، أن الدعاة «الستة عشر كانوا من الإسلاميين المعتدلين، لقد قتلوا عند نقطة تفتيش في ديابالي بمنطقة سيجوبالقرب من الحدود الموريتانية.
وأضاف أن الدعاة كانوا متجهين في قافلة إلى العاصمة باماكولحضور مؤتمر عندما فتحت دورية تابعة للجيش النار عليهم. وبعد أن كان تواجد حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا مقصورا في البداية على ثلاث مناطق هي جاووتمبكتووكيدال، استعادت الحركة سيطرتها على بلدة دوينتزا التي تقع في المنتصف بين شمال مالي وجنوبها يوم الثاني من سبتمبر الجاري مما أثار مخاوف من تقدمها باتجاه باماكو.وتقع منطقة تحرك الجماعات الاسلامية القريبة من « القاعدة» في مالي وعلى حدود الجزائر وموريتانيا.
وقالت حكومة مالي في بيان مقتضب أصدرته الليلة قبل الماضية، «وقع حادث عند نقطة تفتيش ديابالي مساء السبت، قتل فيه 16 شخصا بالرصاص من بينهم ثمانية موريتانيين وثمانية من مالي»، مشيرة إلى أنه تم فتح تحقيق في الحادث. وقال ضابط بالجيش المالي، يقيم في معسكر سيجوعبر اتصال هاتفي، إن دورية تابعة للجيش بدأت بالهجوم كي لا تقع فريسة لهجوم مباغت.
وأضاف الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه، «كان (الهجوم) ردا على محاولة للهجوم من الجماعة الإسلامية، لم تنتظر عناصر دوريتنا حتى ينصب لها كمين، لأنها كانت تتبع تحركات الجماعة». وقد أدانت الحكومة الموريتانية مقتل 16 شخصا في وسط مالي يوم الاحد، مؤكدة ان غالبيتهم موريتانيون من الدعاة العزل قتلهم الجيش المالي في مذبحة بشعة».
وطالبت باماكوبفتح تحقيق «مستقل وفوري» واشراكها فيه، في حين اوفدت باماكووزير خارجيتها الى نواكشوط لتهدئة جارتها. وقال مسؤول موريتاني ان وزير الخارجية المالي تييمان كوليبالي «منتظر على أحر من الجمر» في نواكشوط. وقعت مالي في براثن الفوضى، منذ مارس الماضي، عندما أطاح جنود برئيس البلاد مما أحدث فراغا في السلطة أفسح المجال أمام متمردي الطوارق بالشمال لفرض سيطرتهم على ثلثي البلاد. وقدم رئيس مالي المؤقت ديونكوندا تراوري، في الأسبوع الماضي طلبا رسميا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكواس)، للحصول على المساعدة العسكرية من أجل تحرير المنطقة الشمالية في البلاد.