اعتبرت طرابلس أمس أن ثورات الربيع العربي انتقلت بسرعة الى الدول الإفريقية مشيرة إلى أن مالي تمثل بداية «الربيع الإفريقي» وذلك بالتزامن مع تواصل زحف مقاتلي الطوارق على البلدات الرئيسية. قال موسى الكوني عضو المجلس الانتقالي الليبي إن ثورات الربيع العربي في مصر وليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية قد انتقلت إلى دول افريقيا وأن البداية في مالي. وقال الكونى إن التسمية الحقيقية لما حدث فى مالي هي انتفاضة عسكرية شعبية، وشارك فيها الطوارق بدور كبير، وليست انقلاباً عسكرياً كما يوصف في الإعلام، وهي انتفاضة ضد الدكتاتوريات الإفريقية. جدير بالذكر أن الدكتور موسى الكوني من الطوارق الليبيين وينتمي لمدينة أوباري جنوب ليبيا وأن عددا من الطوراق الأفارقة الذين كانوا في ليبيا قد عادوا إلى بلدانهم الأصلية ومنها مالي عقب سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. في هذه الأثناء , تقدم متمردو الطوارق أمس إلى مدينة رئيسية في شمال مالي مستغلين فراغ السلطة في باماكو على الرغم من اصرار «الانقلابيين» على الادعاء بانهم يحكمون سيطرتهم على البلاد بعد اطاحتهم بالحكومة. ودان الانقلابيون عمليات النهب الواسعة التي حصلت في العاصمة باماكو مباشرة عقب الانقلاب مشيرين إلى أنهم يسعون إلى فرض النظام وبسط نفوذهم على البلاد . في الجهة المقابلة يبدو أن شبح الحرب الأهلية بات يخيم على مالي حيث قام عدد من الضباط في المناطق الشمالية بتجنيد ميليشيات لمساعدتهم على قتال الطوارق الذين يشنون حربا ضارية. وقالت جماعة «انصار الدين» من الطوارق وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن مقاتليها حاصروا واحدة من اهم البلدات الشمالية مؤكدين انهم سيطبقون الشريعة الاسلامية فيها». وذكرت الجماعة في بيان لها «بفضل الله تعالى وبركاته، سنتمكن قريبا من السيطرة على ارضنا في كيدال»، احدى اهم مدن شمال شرق مالي، بعد اربعة ايام على الانقلاب العسكري. وجماعة «انصار الدين» هي تنظيم اسلامي قاتل الى جانب حركة ازاواد القومية للتحرير من اجل استقلال موطن الطوارق الرحل. وفي الجنوب، وتحديدا في العاصمة باماكو، استولى جنود منشقون على السلطة الخميس الفارط، احتجاجا على فشل الحكومة في تجهيزهم بالشكل الكافي لقتال تمرد الطوارق. ويعتبر الطوارق وهم قبائل صحراوية تسكن شمال مالي، اقلية في هذا البلد مترامي الاطراف. وقاموا بالعديد من الانتفاضات في العقود الاخيرة احتجاجا على ما يصفونه باهمال الحكومة لهم.