أخيرا وبعد اخذ ورد وانتظار طويل تم يوم الاثنين اعادة فتح مركز الشرطة بمدينة الوردانين الذي تم غلقه منذ اسابيع إثر تعرضه الى الحرق من قبل بعض المواطنين المحتجين على الاحكام الصادرة في قضية شهداء المدينة. ومعلوم ان مركز الشرطة تعرض الى الحرق وإتلاف الوثائق في مناسبات عديدة مما جعل السلط الجهوية والمحلية تتخذ قرارا بغلقه وتبقيه كذلك مدة طويلة وعاش الاهالي بلا مركز للشرطة و حافظت على دوريات امنية مسترسلة حرصت السلط الادارية على توفيرها تأمينا للمواطنين وممتلكاتهم.
ورغم حالة التشنج التي يعيشها افراد عائلات الشهداء الذين سقطوا في الايام الاولى لثورة الحرية والكرامة وتحديدا في الليلة الفاصلة بين يومي 15 و16 جانفي 2011 واحتجاجهم على جملة الاحكام الصادرة على المتهمين الذين ينتمون الى السلك الامني في قضية ابنائهم فقد سعت مكونات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات الى تهدئة الخواطر والتنسيق مع السلط المسؤولة لفتح مركز الشرطة من جديد باعتبار وانه من غير المعقول ان تبقى المدينة التي تضم آلاف السكان بلا مركز اضافة الى ما يمكن ان يتسبب فيه غياب هذا المركز من تعطيل لمصالح المواطنين على مستوى استخراج الوثائق.
وقد نجحت مساعي اعضاء الجمعيات والمنظمات وأتت التدخلات اكلها وامتدت الايادي لتسهم في دفع العمل التضامني وتبرعت بلدية المكان بروضة اطفال تابعة لها فيما تكفل المواطنون بجميع الاجراءات الاخرى لتهيئته وتجهيزه وبمجرد ان اصبح المقر جاهزا تم فتحه بحضور المسؤولين الجهويين الذين اكدوا ان حرصهم على تأمين العودة المدرسية واستجابة لرغبة الاهالي تم التعجيل بإعادة النشاط لهذا المركز.