عند صدور أحكام المحكمة العسكرية في قضية شهداء الوردانين منتصف شهر جوان الماضي، قام عدد من عائلات الشهداء بحركة احتجاجية أغلقوا بموجبها مركزي الأمن والحرس ومركز البريد وقصر البلدية ومعتمدية المكان ، وتدريجيا عادت الحياة إلى نسقها الطبيعي واستأنفت المصالح الإدارية عملها، غير أن مركز الشرطة مازال مغلقا إلى اليوم أي لمدة عشرين يوما وهو ما سبب تعطيلا لمصالح مواطني المدينة الذين لا ذنب لهم ليضطروا إلى التنقل إلى منطقة الشرطة بالمنستير لفضاء شؤونهم في استخراج بطاقات التعريف وجوازات السفر وشهادات الإقامة ....، وقد صرح لنا أحد أبناء المدينة مفضلا الاحتفاظ باسمه"أين هي السلط الجهوية من الغياب التام للأمن في مدينة تعدادها أكثر من 20 الف ساكن؟ وكيف تريد هذه الحكومة أن تكون للدولة هيبة و مركز الشرطة مغلق دون أن يأبه أحد بنا وكأن قدر الوردانين أن تظل منسية في عهد بن علي وبعد الثورة وقد أفادتنا مصادرنا بأنه تم تهديد الأعوان العاملين بالمركز بحرق المركز إن لم يبادروا بغلقه وهو ما تم أي أن الغلق هو القرار السيئ لتجنب الأسوأ(الحرق) وهو ما يطرح السؤال لمصلحة من يظل مركز الشرطة مغلقا؟؟ ومن هي الجهات التي تريد أن تتحكم في المدينة وتفرض قوانينها في غياب الأمن؟ يذكر أن خمسة شهداء سقطوا ليلة 15 جانفي في الطريق التي تربط الوردانين بمدينة مساكن ، إذ اشتبه بعض شبان لجان حماية الثورة في محاولة أعوان أمن(من بينهم رئيس مركز شرطة المدينة) تهريب قيس بن علي(إبن شقيق المخلوع) فتصدوا لسيارة الشرطة وهو ما أدى إلى سقوط خمسة شبان، وقد بادر الأستاذ منير بوغلاب يوم 17جانفي 2011 برفع قضية لدى المحكمة الإبتدائية بسوسة ضد المخلوع وزوجته وكل من سيكشف عنه البحث بتهمة التآمر والتحريض على القتل والنهب. من جهة أخرى جدت يوم السبت الماضي حادثة مؤسفة وغير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين مدينتي الوردانين وسيدي عامر(لاتبعد عن الوردانين سوى مسافة 5كيلومتر) فقد عمد مجموعة من شبان الوردانين إلى التنقل ليلا عبر الشاحنات وقاموا بمهاجمة مقهى بالمدينة المجاورة وترويع مرتاديه، وقد جاءت هذه"الهجمة" ردة فعل على مناوشة حدثت في شاطئ المنستير بين مجموعة من شباب الوردانين وسيدي عامر بسبب تعمد أحد"العوامرية"معاكسة فتاة أصيلة الوردانين حسب ما بلغنا وهو ما أجج نار الغضب في قلوب شباب الوردانين الذين رأوا في هذه المعاكسة تطاولا عليهم ، وقد جرت هذه الأحداث التي لم تخلف من حسن الحظ خسائر بشرية في غياب تام لقوات الأمن فإلى متى يتواصل قانون الغاب في مدينة الوردانين وهو ما قد ينذر بوقوع الأسوأ خاصة أمام توافد أبناء المنطقة المقيمين بالخارج والحركية التي تعرفها المدينة صيفا؟