تمت محاصرة مكتب وزير التشغيل عبد الوهاب معطر أمس من قبل عشرات من المكونين العرضيين الذين طالبوا بضرورة تسوية وضعياتهم المهنية، رافعين ومرددين شعارات تدعو الى استقالة الوزير. «الإدماج استحقاق يا وزير»، «بالروح والدم نفديك يا قضية»، «لا تنازل على القضية»، «آش بينا المعطّر يلعب بينا»، و«طالبين تسوية وضعية مش زيادة في الشهرية».. هذه الشعارات وغيرها رددها أمس المحتجون من المكونين العرضيين من أمام مكتب وزير التشغيل.
بيع كلى
محمد عبد اللاوي مكوّن عرضي يبلغ من العمر 52 سنة عرض كليته للبيع لأنه سئم الانتظار لإيجاد حل لوضعيته حيث قال: «لم أطالب الا بتسوية وضعيتي المهنية فقد ضاع عمري وأنا لم أحصل على أبسط حقوقي في الحياة، ولمن يريد أن يشتري كليتي فأنا موجود، وحياتي لم تعد لها قيمة في بلد لا يحترم فيه الأساتذة وأصحاب الشهائد العليا ويتعامل باحتقار».
ومن جهته قال أحد زملائه: «لقد اتصلنا بوزير التشغيل ووعدنا بإيجاد حلول لمشكلتنا ولكن بقيت مجرد كلام عابر ونقول له شكرا لأنك استعملتنا كجسر لتحقيق مآربك الانتخابية»، وهنا تدخل عبد الغفور الحمراني، مضيفا «زميلنا محسن السلامي عمره 42 سنة وهو متزوج وتوفي أبناؤه الثلاثة لأنه لا يملك ثمن علاجهم.
الاستقالة
طلب المحتجون من وزير التشغيل ان يقدم استقالته فورا لأنه لم يحقق مطالب الشباب بل وأهانهم على حد تعبيرهم وانطلقت الشعارات الداعية للاستقالة مثل «سيدي الوزير احترمناك وحان الوقت لتحترمنا»، و«يا وزير استقيل» ثم بدأت تتعالى الأصوات بنشيد تحية العلم وعن هذا قال الناطق الرسمي باسم المحتجين «لا تراجع عن مطالبنا، الموت أفضل من الحياة في بلد نهان فيه».
الصمود
أكد المكونون العرضيون أنه لا تراجع عن مطلبهم الأساسي في تسوية وضعياتهم المهنية مؤكدين أنهم صامدون وسيواصلون الاحتجاج في كل مكان سواء في وزارة التشغيل او أمام رئاسة الحكومة، وقالت احدى المحتجات «5 أشهر ونحن ننتظر حلاّ ينّفذ على أرض الواقع ولكن لا حياة لمن تنادي ووعود الوزير لم تحقق لأنه «خدعنا» على حد تعبيرها.
الأمن يتدخل
طالبت قوات الأمن من المحتجين المغادرة من أمام مكتب وزير التشغيل ولكن تمسك المكونون العرضيون بالاحتجاج وهذا ما جعل رجال الامن يتدخلون مستعملين القوة وبدأت عمليتهم بإطفاء الأضواء ثم هاجموا المحتجين.
الصراخ والبكاء والعويل لم تثن قوات الأمن على اخراج المحتجين بالقوة وقد أصيب أحدهم على رأسه وكانت هناك اعتقالات في صفوف المحتجين بالاضافة الى تعرض بعض المحتجات الى الضرب المبرح وكانت من بينهم امرأة حامل.
وتواصلت ملاحقة المكونين العرضيين من قبل قوات الامن الى غاية الباب الأمامي للوزارة كما تهجم بعض المحتجين على قناة الجزيرة قائلين: «لاهين تصوروا في العروسات» وهذا ما أغضب طاقم العمل فغادروا المكان.