تنتشر في ولاية القيروان العديد من الأكواخ خاصة بالمناطق الريفية. وهو ما يستدعي وضع برنامج للإحاطة الاجتماعية بهذه الفئات الاجتماعية المهمّشة والفقيرة وتفعيل دور النهوض الاجتماعي من خلال التدخل الميداني ووضع برامج إحاطة ومساعدة. ظاهرة الأكواخ والمساكن المتداعية للسقوط تبدو واضحة للعيان. وقد وضعت بعض البرامج للتدخل لكن الحقيقة التي اكتشفتها «الشروق» من خلال التحقيق الميداني تؤكد أن العديد من العائلات مازالت تعيش تحت خط الفقر.
حدة بن صالح زعيري (84 سنة) القاطنة بطرزة الشمالية (العلا بالقيروان) تسكن وحيدة كوخا بدائيّا من الطوب مسقوف بجذوع الأشجار وبعض مواد البناء التقليدية بعد ان بدأت الشقوق تظهر فيه وأكدت ان المياه تتسرب اليه في وقت الشتاء وأصبح مهددا بالسقوط.
وكذلك فوزية بنت البشير الظاهري (أرملة) تقطن بمنطقة الجبيل (القيروان الجنوبية) تعمل صحبة أبنائها الأربعة في ضيعة فلاحية على ذمة فلاح وأمام حالتها الاجتماعية الصعبة تدخل لتوفير محل سكنى لها. وقد أكدت أنها قدمت العديد من المطالب الى السلط الجهوية قصد توفير مسكن لها ولأبنائها لكنها مازالت تنتظر دون جواب.
اما الحبيب بن عمار المجبري فيقطن بزعفرانة ويقيم في مسكن متداع للسقوط وكافل لوالديه العجوزين وعائلته ظلت تكابد الفقر والخصاصة. الأمر الذي انعكس سلبا على حياة أفرادها وجعلهم يعيشون واقعا صعبا للغاية، وأكد الحبيب انه قدم مطلبا قصد بناء مسكنه الذي تتسرب المياه اليه عند نزول الامطار كما زارته لجنة عاينت وضعيته ولكنه مازال ينتظر.
أما عبد اللطيف بن إبراهيم الميراوي (النصر الشمالية ببوحجلة) وهو والد من 7 بنات وكافل والدته (89سنة) انهار كوخه نتيجة أمطار غزيرة فتشتتت العائلة وانقطعت بناته عن الدراسة بسبب إتلاف جميع محتويات المنزل اثر سقوطه منذ 8 اشهر ولكنه مازال ينتظر تمكينه من منزل لائق.
هذه عينة من العائلات الفقيرة والمحتاجة التي مازالت تنتظر تنفيذ الوعود للحكومة ضمن برامجها فربما يتطلب هذا البرنامج التعجيل بإنجازه لتعويض الحالات المتأكدة من المساكن البدائية.
الكاتب العام لولاية القيروان أكد ل «الشروق» أنه تم تخصيص 199 منتفعا لولاية القيروان ضمن برنامج ازالة الاكواخ لسنة 2012 إلا ان القائمة التي قدمتها مختلف المعتمديات طويلة مما اضطرت الولاية بتمديد فترة اضافية الى غاية 15 سبتمبر قصد القيام بتشخيص ميداني فني واجتماعي لتحديد قائمات في المساكن البدائية والحالة الاجتماعية لتدقيق الحالات المتأكدة وتحويل التدخلات نحو المستحقين الفعليين كما أشار أن العدد سيرتفع الى حدود 300 منتفع لسنة 2013.
الأكواخ المنتشرة بجهة القيروان وفي أغلب معتمدياتها دون استثناء وتنعدم بها مقومات العيش السليم والصحي، في حين نجد الحكومة قد خصصت ل 200 فقط فمتى ستتحقق العدالة الاجتماعية؟