احتضنت معتمدية طبرقة من ولاية جندوبة مؤخرا ملتقى جهويا حول الديمقراطية المحلية والديمقراطية التشاركية والانتقال الديمقراطي نظمه كل من معهد الصحافة وعلوم الإخبار والمعهد العربي لحقوق الإنسان بالتعاون مع منظمة كونراد اديناور. يهدف هذا الملتقى الى دعم مكونات الديمقراطية من خلال قدرات الأحزاب السياسية في مجال التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان وذلك بحضور 15 حزبا من ولايات جندوبة، باجة، الكافوسليانة.
وقد افتتح هذا الملتقى السيد سليم جواد مسؤول بمؤسسة «كونراد أديناور» الذي رحب بالضيوف ثم أشار إلى أهمية هذا الملتقى في ربوع إقليم الشمال الغربي ودور الأحزاب في تأسيس معاني الديمقراطية.
كما نوهت السيدة لمياء قرار المديرة التنفيذية للمعهد العربي لحقوق الإنسان بالدور الفعال الذي يلعبه المعهد في نشر ثقافة حقوق الإنسان والعلاقة الجدلية بين الأحزاب والتنشئة الديمقراطية التي ينبغي نشرها بالمناطق الداخلية.
الجلسة الأولى التي أشرف عليها السيد محمد لمين الزقلي عالجت مفهوم الديمقراطية المحلية والديمقراطية التشاركية حيث تناول السيد مصطفى اللطيف هذه المفاهيم انطلاقا من مرجعيات تاريخية مشيرا إلى أن مصطلح الديمقراطية مصطلح متداول كثيرا في بلدان الربيع العربي ولا غرابة في ذلك باعتبار وأنها تتحسس هذا الطريق الشاق كما أنه قارن بين المجتمعات العريقة في الديمقراطية التي أصبحت تتحدث عن أزمة الديمقراطية من أجل اكتمال البناء ومجتمعات تسعى الى التأسيس.
كما تحدث السيد اللطيف عن تاريخ الديمقراطية التشاركية بدول أمريكا الجنوبية والتي تنمي قدرات المواطن الفكرية وتشمل عدة قطاعات كما أن تونس أرض خصبة لهذا المفهوم .
أما المداخلة الثانية التي قدمها السيد لزهر جويلي حول دور الأحزاب في تحقيق الديمقراطية المحلية والديمقراطية التشاركية فأشار فيها إلى أن المواطن أساس النظم الديمقراطية وأن الديمقراطية التشاركية تطرح بعمق المشكل الاجتماعي وهي كحل فعلي لعدة معضلات كما أن هذه المفاهيم للديمقراطية مازالت في طور التأسيس والبناء. أما السيد حفيظة شقير فبيت في مداخلتها دور منظمات المجتمع المدني في تحقيق الديمقراطية المحلية والديمقراطية التشاركية مشيرة إلى دور الجمعيات بعد الثورة والتي أصبح لها صلاحيات واسعة في تكريس معاني الديمقراطية بعيدا عن التجاذبات السياسية ، وقد شفعت الجلسة الأولى بنقاش تعرض خلالها عدد هام من المتدخلين إلى تعمد إقصاء الأحزاب المعارضة من المشهد السياسي وانفراد الحكومة بالرأي وإقصاء الشعب في العديد من المسائل الجوهرية والمصيرية لبناء فعلي للديمقراطية. وفي المساء أشرفت السيد حفيظة شقير على الجلسة الثانية التي تناولت دور الإدارة المحلية والدولة في تحقيق الديمقراطية المحلية من خلال عرض تجارب إذ بين السيد منصف الخميري (والي سليانة سابقا)هيمنة الحزب الواحد على جل القرارات وهو ما تعكسه ظاهرة البلطجة واعتبار الثورة غنيمة يفوز به الأكثر شراسة وأن تعيين الولاة شكلي وتسيرهم حركة النهضة مستشهدا بواقعة حدثت له أثناء قدوم مبعوث من الاتحاد الأوربي وتم إعلامه من طرف مكتب الحركة بسليانة وهو ما رفضه السيد الخميري الذي أشار إلى مخاطبه أن مثل هذه الزيارات لابد من الجهات الأمنية وجل السلط الأخرى أن تكون على علم بذلك وبمثل هذه التصرفات لايمكن أن نتحدث عن ديمقراطية محلية فلابد من حياد الإدارة عن التجاذبات السياسية حتى تحقق الديمقراطية المحلية.
من جهته أكد عبد العزيز عيادي (العمل الوطني الديمقراطي جندوبة) الملتقى فرصة للتعارف واللقاء إلى جانب تفعيل دور الأحزاب في البناء الديمقراطي وهذا مهم جدا حتى لا تبقى في عزلة عن ذلك.
أما السيدة فوزية ميساوي (حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد بالكاف) فقد اعتبرت الملتقى كان فرصة لتنبيه الأحزاب في البناء الديمقراطي ولابد من جل الجهات والأحزاب أن تساهم في ذلك ونحن في الشمال الغربي في حاجة أكيدة لتفعيل دور الأحزاب حتى لايبقى مناسباتي.
فيما قال يوسف مستور (حركة الشعب باجة) تعيش الديمقراطية في تونس مخاضا عسيرا في عملية البناء ولابد أولا من تحقيق أهداف الثورة ثم الانتقال لمعالجة المسائل الجوهرية والأحزاب اليوم مطالبة بتفعيل دورها في هذا البناء والمسار الديمقراطي.
وصرّح لزهر جويلي (باحث وخبير في التنمية البشرية) الواقع اليوم أثبت أن البناء الديمقراطي لا يتأتى من فراغ بل هناك عدة أطراف تساهم فيه منها خاصة الأحزاب التي لها دور مهم في تحقيق الديمقراطية المحلية والديمقراطية التشاركية.