عصابة مغاربية لتهريب المخدرات في قبضة الأمن تونس »الشروق«: تجري بمكتب أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة هذه الأيام أعمال التحقيق في ملف قضية مخدرات مغاربية تورّط فيها جزائري و5 تونسيين وذلك لاتهامهم بالانخراط في عصابة دولية لتهريب المخدرات ومسكها وترويجها. ومن المنتظر أن تنظر هيئة احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة المذكورة في مستهل السنة القضائية المقبلة في ملف هذه القضية وتصرّح بالأحكام على المورطين فيها خصوصا بعد أن تقدّمت الأبحاث فيها بشكل ملحوظ وباتت شبه جاهزة للفصل. وقد خضع خمسة من المتهمين المورطين وهم: كهل جزائري عمره 50 سنة وشاب تونسي في العشرين من عمره أصيل مدينة قفصة وثلاثة شبان آخرين جميعهم أصيلو المناطق الحدودية التونسية الليبية إلى استجوابات أمنية وقضائية متعددة لتحديد علاقة كل واحد بالقضية وضبط حجم مسؤوليته فيها، بينما نجح المتهم السادس وهو أيضا تونسي الجنسية وأصيل الجنوب التونسي في تفادي هذه الاستجوابات بعد أن تبيّن أنه تحصّن بالفرار وأن أعوان الأمن والمحققين لم يهتدوا إلى مكان اختفائه رغم كلّ المجهودات التي بذلوها. وهكذا يسير مآل هذا المتهم نحو إصدار حكم غيابي عليه في انتظار تسليم نفسه أو إلقاء القبض عليه ومن ثمّة إعادة محاكمته. وكانت الأبحاث في هذه القضية قد بدأت منذ الصائفة الماضية عندما حصل أعوان الإدارة الفرعية لمكافحة جرائم المخدرات بالعاصمة على معلومات تفيد بحيازة كهل جزائري لكمية هامة من مخدّر التكروري واستعداده لترويجها على الحالة التي عليها في شكل »صفائح« تزن في مجملها حوالي 16 كلغ. ونجح هؤلاء الأعوان إثر الحصول على هذه المعلومات الخطيرة في إلقاء القبض على الكهل الجزائري بعد التعرّف على هويته وضبط كمية المخدرات التي كان ينوي ترويجها. كما تبيّن ان هذا الكهل قد قدم إلى تونس للمرة الثانية على التوالي صحبة أفراد عائلته للسياحة قبل أن يحوّل هذه الرحلة إلى »رحلة أعمال« ويستغل وجوده في تونس لتنظيم عمليات تهريب مخدرات من بلده الجزائر إلى ليبيا عبر تونس. وقد أكّدت الأبحاث في ما بعد مشاركة بقية المتهمين التونسيين في هذه الأعمال كان لتيسير وصول كميات المخدرات إلى مقصدها ليبيا مستفيدين من إقامتهم بمناطق حدودية. كما أكدت هذه الأبحاث أن العدد الحقيقي للضالعين في تهريب هذه المخدرات يفوق عدد المورطين الحاليين سواء كانوا موقوفين أو هاربين باعتبار أن الشريك الليبي ظلّ مجهول الهوية إلى حدّ الآن واقتصرت المعلومات المتوفرة حوله على كنيات يبدو أنها لم تفض إلى نتائج ملموسة ولم تساعد المحققين على التعرف عليه. وحول الطرق التي كان يحتكم إليها المتهمون لتأمين تهريب المخدرات، أوضحت التحقيقات أن المتهمين التونسيين القاطنين بالمناطق الحدودية كانوا يتسلمون المخدرات ويخفونها بأماكن مهجورة ثم يعودون إليها بعد اتصالات متعددة ببقية المهربين سواء كانوا تونسيين أو جزائريين أو ليبيين تكون قد أفضت إلى ضبط طريقة وتوقيت نقل هذه المواد إلى الحدود المقابلة التونسية الليبية. ولئن نجح هؤلاء المهربون في نقل كمية أولى والانتفاع بالعمولات المقترنة بها، فإن هذا النجاح لم يستمرّ طويلا وسرعان ما وقعوا في قبضة الأمن الذي نجح في ايقاف أغلبيتهم وحجز المواد التي كانوا ينوون تهريبها.