تستعد بلادنا للعودة المدرسية وما يمثله هذا الحدث من أهمية لدى تلاميذ الابتدائي والاعدادي والثانوي ولدى المواطنين جميعا لما تكتسبه العملية التربوية والتعليمية من مكانة خاصة في الذهنية العامة للمواطن التونسي. ولا يختلف أهالي منطقة المزونة في استعدادهم لهذا الحدث عن غيرهم. فقد نجزم انه لا توجد عائلة غير معنية بهذا الحدث من التعليم الأساسي إلى الإعدادي والثانوي فالجامعي إلا إن مناسبة كهذه تقلق المواطن لما تتطلبه من مصاريف إضافية ولكنها ضرورية. فلا يخفى على أحد الوضعية الاجتماعية بالمنطقة فالغياب الكلي للمؤسسات التي يمكن ان توفر طاقة تشغيلية وسنين الجفاف التي تأتي على الأخضر واليابس تجعل من مواطني المزونة غير قادرين على مواجهة كل هذه المصاريف والمتمثلة في معاليم الترسيم ومعلوم المبيت إضافة إلى الأدوات المدرسية والملابس على تواضعها وفي هذا الإطار التقينا السيد علي الجد باعتباره رئيس فرع التضامن الاجتماعي بالمزونة فأعلمنا انه اتصل بالمنسقة الجهوية للتضامن بسيدي بوزيد وقالت له حرفيا انه لا توجد أي إعانات يمكن تقديمها وفي اتصاله بمعتمد الشؤون الاجتماعية أجابه بأنه توجد بعض الإعانات وجهت إلى وحدت النهوض الاجتماعي بالمزونة وسيقع توزيعها حسب المطالب التي قدمت إلا أنها تفي بحاجة جزء بسيط من الأهالي غير القادرين على مجابهة الحد الأدنى من مصاريف العودة المدرسية.
وأضاف إن فرع هيئة التضامن بالجهة الذي هو رئيسها وباجتهادات شخصية قد انطلق منذ أيام في جمع تبرعات من جهات مختلفة لتوزيعها لاحقا على مستحقيها. لذلك اعتبر محدثنا إن العمل بهذه الطريقة هو صعب للغاية فإضافة إلى صعوبته فانه لا يمكن من تلبية الحد الأدنى من حاجيات المستحقين فطالب بضرورة وجود أن يكون لجهته الحق في التنمية وتشجيع الاستثمار لها الحق في منابها للعائلات المعوزة على كثرتها.
إضافة إلى إن هذه العودة المدرسية تعاني من مشاكل إضافية تتمثل في أشغال البناء بالمؤسسات التربوية خاصة بمعهد المزونة ولا نعلم كيف برمجت هذه الأشغال متزامنة مع تاريخ فتح المؤسسات التربوية أبوابها لاستقبال التلاميذ كان من الممكن إن تكون انطلاقتها منذ بداية الصائفة. جميعنا يعلم إن المواطن التونسي في مجمله وخاصة ذوي الحاجيات الاجتماعية الخاصة لا رهان لهم في علاقة بأبنائهم غير تعليمهم لان تعليم الأبناء بالنسبة إليهم هوفي حد ذاته مشروعا استثماريا وإذا تزامن مشروعه ذلك مع الصعوبات التي ذكرت وغيرها فان وجهته ستظل مقفلة ومشروعه سيحكم بالفشل.