بدأت فرق من المشاة البحرية الأمريكية «المارينز» تستعد للتقاطر على السودان واليمن وليبيا بذريعة تأمين الحماية للديبلوماسيين الأمريكيين وسط رفض من الخرطوم وصنعاء لهذا الإجراء فيما أكدت مصادر في «القاعدة» أن تصفية السفير الأمريكي في بنغازي جاءت ردّا على اغتيال الرجل الثاني في التنظيم أبو يحي الليبي. قال ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي في تصريح أدلى به أمس لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إن البنتاغون سيغير تموضع القوات التي تم نشرها من أجل ضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأمريكية، وذلك بعد التظاهرات المعادية لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
18 موقعا
ولفت رئيس «البنتاغون» النظر إلى أن الولاياتالمتحدة تقوم بنشر قواتها كي تتوفر لديها فرصة لرد الفعل على الاضطرابات التي قد تنشب في 18 موقعا محوريا يركز عليها البنتاغون تركيزا خاصا.
ولم يحدّد بانيتا المواقع المقصودة إلا أنّه قال « يجب أن نكون جاهزين لامكانية خروج المظاهرات عن السيطرة». ونقلت المجلة عن مصدر فضّل عدم الكشف عن هويته قوله : إن وزارة الدفاع الأمريكية بحثت أمس الأول الجمعة احتمال إرسال فريق من مشاة البحرية الأمريكية لحماية السفارة الأمريكية في السودان. لكن القرار بهذا الشأن لم يتخذ بعد.
وكانت مصادر إعلامية مطلعة قد أوردت في وقت سابق من يوم أمس أن الولاياتالمتحدة قد أرسلت 50 فردا من مشاة البحرية لحماية السفارة الأمريكية في عاصمة اليمن صنعاء. وصرح جورج ليتل المتحدث باسم البنتاغون للصحفيين قائلا:» هذه خطوة رد على ما حدث بالقرب من سفارتنا في اليومين الأخيرين من جهة وإجراء وقائي من جهة أخرى. رفض
في ذات السياق، رفض الرئيس الامريكي باراك أوباما أمس السبت أية إساءة الى الاسلام لكنه قال انه لا يوجد عذر للهجمات على السفارات الامريكية مشددا على انه لن يتسامح ابدا مع مساعي الحاق الضرر بالامريكيين.
وقال أوباما في خطابه الاذاعي الاسبوعي «لقد اوضحت ان الولاياتالمتحدة لديها احترام عميق لاتباع جميع الديانات. ومع ذلك لا يوجد اي تبرير للعنف... لا يوجد عذر للهجمات على سفاراتنا وقنصلياتنا».
وأرسلت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) قوات من مشاة البحرية لتعزيز الأمن في السفارة الامريكية في السودان في اعقاب ارسالها تعزيزات مماثلة الى ليبيا واليمن. في المقابل ، أبدت الخرطوم رفضها المطلق لدخول قوات المارينز إلى السودان بذريعة حماية السفارة الأمريكية . وهو ذات الموقف الذي اتخذه البرلمان اليمني في وقت متأخر من مساء أمس.
واثار الهجوم الليبي والغضب الموجّه الى الولاياتالمتحدة تساؤلات بشأن تعامل أوباما مع ثورات الربيع العربي التي اطاحت برؤساء شموليين. وكانت للاضطرابات في الشرق الاوسط تداعيات على سباق انتخابات الرئاسة الامريكية المحتدم إذ قال ميت رومني المنافس الجمهوري لأوباما ان الرئيس اضعف سلطة الولاياتالمتحدة حول العالم. غير ان أوباما جدّد تعهده بتقديم مهاجمي القنصلية الامريكية في ليبيا للعدالة قائلا «لن نتردد في ملاحقتهم مشيرا إلى أن الاضطرابات يجب الا تردع الجهود الامريكية لدعم الديمقراطية في المنطقة واماكن اخرى.
«القاعدة» على الخط
في هذه الأثناء، ذكر مركز أمريكي متخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية أمس السبت ان تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» أعلن ان الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي هو «انتقام» لمقتل أبي يحيى الليبي، الرجل الثاني في قيادة التنظيم الاصولي. ونقل مركز (سايت) عن بيان للتنظيم ان «وفاة الشيخ أبي يحيى الليبي اثارت الحماسة والعزم في نفوس ابناء عمر المختار للانتقام ممن سخروا من نبينا». ولم يتبن التنظيم بشكل مباشر الهجوم الذي تزامن مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر وأدى الى مقتل أربعة أمريكيين من بينهم السفير لدى ليبيا كريس ستيفنز مساء الثلاثاء الماضي.
لكنه اعتبر ان «انتفاضة شعبنا في ليبيا ومصر واليمن ضد أمريكا وسفاراتها مؤشر يؤكد للولايات المتحدة ان حربها ليست موجهة ضد مجموعات وتنظيمات (...) انما ضد امة الاسلام التي تنتفض بوجه الظلم والضعف».
وكان زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري اكد عشية هجوم بنغازي مقتل الرجل الثاني في التنظيم أبي يحيى الليبي الذي كانت واشنطن أعلنت مقتله في باكستان في جوان الماضي.
ومن جهته، أعلن رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق من يوم أمس أن عناصر أجنبية متورطة في الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي.
وقال المقريف «هناك عناصر غير ليبية موجودة على الاراضي الليبية وتخطط لتنفيذ أجندات خاصة بها على اراضينا»، مشيرا إلى أن هذه المعلومات مستقاة من تقارير للاستخبارات الليبية.
إضافة إلى ذلك، دعا تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في بيان آخر بثه مركز سايت أيضا الى استمرار المظاهرات العنيفة ضد السفارات الامريكية ردا على فيلم يعتبر مسيئا الى الاسلام.