أرسلت واشنطن مدمرتين وقوات من مشاة البحرية الى ليبيا التي أعلنت تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مقتل السفير الأمريكي مشيرة الى القاء القبض على 4 من المشتبه في ضلوعهم في الهجوم. أعلن مسؤولون أمريكيون أن وحدة تضم خمسين من مشاة البحرية الأمريكية أرسلت لضمان حماية السفارة الأمريكية في العاصمة الليبية طرابلس حيث يتم خفض الموظفين الى مستوى الطوارىء.
تدبير احترازي فقط
كما بدأت الولاياتالمتحدة اجلاء كل موظفيها من بعثتها في بنغازي. وفي الوقت نفسه، قال مسؤول أمريكي كبير ان مدمرتين ارسلتا الى «مقربة من ليبيا»، مؤكدا في الوقت نفسه ان هذا الاجراء «تدبير احترازي» وهذه التحركات لا تتضمن عملية عسكرية وشيكة. وجاءت هذه التطورات بينما تحادث الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف، ليشكره على التعازي الذي عبر عنها بعد مقتل الامريكيين في الهجوم على القنصلية.
وقال البيت الابيض ان أوباما عبر في أول محادثة مع المقريف منذ انتخابه رئيسا للمؤتمر الوطني، عن «تقديره للتعاون الذي قدمته الحكومة والشعب الليبي في الرد على الهجوم» و أكد في الوقت نفسه أن الحكومة الليبية يجب
أن تواصل العمل معنا لضمان أمن موظفينا»، مشددا على ان «الرئيس قال بشكل واضح انه علينا العمل معا لنقوم بما هو ضروري من أجل كشف منفذي هذا الهجوم وجلبهم الى القضاء». كما بحث أوباما في اتصال هاتفي في التعاون في المجال الأمني، مع الرئيس المصري محمد مرسي . وقال البيت الابيض ان «الرئيس اتصل بالرئيس المصري (محمد) مرسي لاستعراض الشراكة الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة ومصر (...) وشدد على أهمية متابعة مصر التزامها التعاون مع الولاياتالمتحدة في ضمان أمن المنشآت الدبلوماسية الأمريكية والموظفين.
التفاصيل الغامضة
ويأتي ذلك وسط تكهنات بان القنصلية الأمريكية في المدينة الواقعة شرق البلاد تعرضت لهجوم من تنظيم القاعدة تجاوز الاحتجاجات أمامها، و أسفر عن مقتل السفير الامريكي كريس ستيفنز (52 عاما) المعروف بتأييده الشديد للتمرد على النظام السابق، وثلاثة أمريكيين آخرين. واعلن ناطق باسم أجهزة الأمن الليبية لوكالة فرانس برس أن السلطات الليبية شكلت «لجنة مستقلة» للتحقيق في الهجوم.
وقال المتحدث باسم اللجنة الامنية العليا في وزارة الداخلية عبد المؤمن الحر ان اللجنة يرأسها قاض و تضم «خبراء» من وزارتي العدل والداخلية. وردا على سؤال عما اذا كان تم توقيف أي اشخاص، قال الحر «بالتأكيد» الا انه لم يوضح عدد الذين تم توقيفهم أو هوياتهم. وقالت مصادر امنية ان مسلحين هاجموا بصواريخ خصوصا، القنصلية الأمريكية في بنغازي التي تعد معقلا للاسلاميين المتشددين. وأضافت هذه المصادر أن قنابل يدوية أيضا أطلقت وجرت مواجهات بين قوات الأمن ومسلحين يعتقد أنهم سلفيون، كما ذكر شهود عيان. وتابع الشهود قولهم «ان القنصلية أحرقت ثم نهبت» وقال الحر ان التحقيق «معقد جدا» لأن الحشد الذي تجمع حول القنصلية «لم يكن متجانسا». وأضاف «كان هناك متطرفون ومواطنون عاديون ونساء وأطفال ومجرمون».