يلعب قطاع النقل الريفي بمعتمدية الدهماني دورا مهما في التنمية المحلية نظرا لمساهمته الفعالة في فك عزلة الاقاليم النائية لكنه يعاني من عديد المشاكل التي تعيق أداء مهمته على الوجه الأكمل لعل أهم هذه المشاكل ارتفاع أسعار المحروقات وكثرة الدخلاء. يقول السيد جلال اليعقوبي وهو صاحب سيارة نقل ريفي يشتغل على الخط الرابط بين الدهماني وريف عبيدة ان أهم معضلة نعانيها هي ربط السيارة بعمر محدد(15 سنة)يتم بعدها وجوبا ضرورة تغييرها هذا بالإضافة الى ارتفاع أسعار التأمين وسعر «الباتيندا». كما أن الزيادة الأخيرة في سعر البنزين زادت الوضع تأزما خاصة وأن تعريفة النقل تم الابقاء عليها وهي متواضعة فالمواطن يدفع دينار مقابل مسافة تقدر ب20 كيلومترا.
من ناحية أخرى أكد محدثنا على غياب اطار يحمي السائق فلا وجود لدوريات في الطريق وأشار الى مزاحمة عديد الاطراف منهم أصحاب الجرايات .
السيد علي الزغموري أثار مسألة غياب بناية خاصة بالمحطة حيث تتوقف السيارات في الطريق العام وتكون عرضة لمختلف التقلبات المناخية صيفا او شتاء، كما أشار الى غلاء البنزين وتعدد المتطفلين على القطاع الذين يفتكون منا الركاب ولو بسعر منخفض.
وبدوره علق السائق حفناوي المعروفي على زيادة سعر البنزين الذي لم تصاحبه زيادة في تعريفة النقل فمنذ خمس سنوات لم تتغير التعريفة وبقيت 1380مليما في حين أننا لا نأخذ من المواطن الا دينارا فقط كما تناول محدثنا مسألة الدخلاء على القطاع الذين ينافسونهم في قوتهم دون أن يكونوا قد دفعوا مليما واحدا للدولة في حين أن أصحاب الشأن تكبدوا مصاريف ضخمة (تأمين، باتيندا...) وفي المقابل يفتك منهم الركاب،فقرب هذه المحطة (محطة السرى) تربض قرابة 34سيارة «كلندستان». فهم يقاسموننا المداخيل في حين نتحمل المصاريف وحدنا.
كما تطرق محدثنا الى ضرورة تهيئة المحطة حرصا على راحة الحريف وحماية للسيارات فلا وجود لمحطات نقل ريفي بأتم معنى الكلمة فنضطر الى التوقف على حافات الأرصفة ,وشدد السيد حفناوي المعروفي على تضرر سيارات النقل الريفي من جراء الوضع المزري لطريق الجريصة وسيدي بركات حيث توقف المقاول منذ مدة عن العمل ولم يعد بعد أن قام بإزالة الطريق القديم ليتحول الى أكوام أتربة وحجارة فلا تقوى السيارات على السير المتواصل وتتضرر كثيرا من الارتجاج اثناء عملية السير. زد على ذلك عدم توفر الأمن فلا وجود لدوريات بالطريق ومن هنا نضطر الى التوقف عن العمل مبكرا (قبل المغرب)ورفض الخروج مع الحرفاء بمجرد حلول الظلام. من ناحيته أكد السيد محمد بالصادق كلام زميله في ما يخص غياب الأمن خاصة في الليل ورداءة طريق سيدي بركات كما أكد أن سيارات الدخلاء تعمد الى تخفيض تعريفة النقل لاستدراج الحرفاء ، فمثلا خط الدهماني المدينة يكاد سعر التذكرة لا يغطي شيئا فهو في حدود 600مليم علما أن المسافة تقدر ب13كيلومترا لكن رغم انخفاض التعريفة فان المواطن يذهب الى السيارات الاخرى لكي يدفع 500مليم فقط.
في الختام اتفق عمال هذا القطاع على أن هذه الصعوبات تهدد عيشهم باعتبار أن مواصلة عملهم في ظل هذه الاوضاع يجعلهم غير قادرين على الموازنة بين تسديد مختلف نفقات السيارة من جهة ونفقات عائلاتهم من ناحية ثانية.