سجّل أنا تونسي أبحث عن وطني في وطني في خرائط الأحزاب، في ذاك الخراب بدون حساب. سجل أنا تونسي أبحث عن وطني في وطني في كل لحية وعمامة وجبة وحلباب مستراب. سجل أنا تونسي أبحث عن وطني في وطني في عباب «لكريموجان» ولهيب الزجاجات الحارقة وفي جثة الميّت بالكرطوش الحي في هذا الزمن الذي بات فيه السلاح يستمدّ الحياة من الموت اللعين المقيت وفي عمق جرح الجريح وفي دموع الثكالى والأرامل سجل أنا تونسي أبحث عن وطني في وطني فلم أجد الا السجاجيد الحمر المصبوغة بدماء الشهداء تحت حوافر البغال عليها تسير وعليها تروّث وتملأ الساحة ركلا وشهيقا ونهيقا.
سجل أنا تونسي أبحث عن تونس في تونس فهنالك من يقول لي «ناسك رحلو» وهنالك من يقول لي «باعوها» ويذكر الشاري وهنالك من يدعي أنه رآى تونس في تونس وهنالك من يزعم أنها محجوزة رهينة وما على الشعب الا أن يدفع الفدية.
سجّل أنا تونسي أبحث عن وطني في وطني، وحلل حامضي الفسفوري مع التربة فللتربة هي الاخرى ال «أ دي آن» فأديم الارض من أجساد أجدادي ستجدني تونسيا من غابر الأزمان.
سجل أنا تونسي أبحث عن وطني في وطني في خطب الساسة ودسائس الدساسة و«بزنسة البزناسة» ونوايا «الكبّاسة» ونهم البحر لأرواح «الحارقين» على نخب «العرّاسة» بالجملة طبعا سجل أنا تونسي أبحث عن وطني خارج وطني فهلا يكون هو الآخر «حرق».