فاز«الميكانيكي» السابق والنقابي الحالي حميد شباط بمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، بعد انتخابات غير مسبوقة، عرفها أقدم حزب سياسي أول أمس الأحد، في احدى ضواحي العاصمة الرباط. وتقدم شباط على منافسه الوحيد عبد الواحد الفاسي ب 20 صوتا، ليفوز بالمنصب بمجموع أصوات بلغ 478 من مجموع حوالي الألف من أعضاء برلمان حزب الاستقلال الذين يحق لهم التصويت لانتخاب الأمين العام.
ونجح حزب الاستقلال بحسب المراقبين في تقديم درس غير مسبوق في الديمقراطية الداخلية للأحزاب السياسية بترشح اثنين لمنصب الأمين العام وقيامهما بجولة عبر المغرب لإقناع أعضاء برلمان الحزب.
وهذه أول مرة يلجأ فيها حزب الاستقلال متأثرا بالربيع العربي لانتخاب أمينه العام، بعد أن كان المنصب يتم الوصول له بالاتفاق المسبق. وانتخاب حميد شباط الذي لا ينتمي إلى عائلة علال الفاسي مؤسس الحزب، يشير إلى حدوث تغيير غير مسبوق في أقدم حزب سياسي مغربي عقب الربيع السياسي المغربي.
وعبَّر شباط قبيل فوزه المدوي بساعات عن فخره بمساره الحياتي الذي بدأه بمهن بسيطة كان من خلالها قريبًا جدًّا من أبناء الشعب، الأمر الذي بوأه تعاطف قطاعات عريضة من المغاربة، ليتدرج شيئًا فشيئًا بالجهد والنضال إلى أن صار عمدة للعاصمة العلمية للبلاد، وزعيمًا لأحد أكبر النقابات العمالية في المغرب.
وينعت البعض حميد شباط 59 عامًا، ب«الميكانيكي» نسبة إلى مهنته الأولى في بدايات حياته، ويلقبونه أيضًا ب«ليش فاليسا» الرئيس البولوني الأسبق، الذي كان كهربائيًّا، بينما تشير سيرته الذاتية الرسمية إلى كونه قد التحق بمعهد التكنولوجيا التطبيقية بفاس وعمره 11 سنة، وعمل تقنيًّا في الخراطة العصرية، كما اشتغل في احدى الشركات المدنية تقنيًّا.
ولمح شباط بتصريحه إلى رغبته والتيار السياسي الذي يمثله داخل حزب الاستقلال في إنهاء حقبة «سيطرة» آل الفاسي على الحزب تسييرا وحضورا وملكية، حيث هيمنت وجوه من عائلة الفاسي على تدبير شؤون الحزب مدة طويلة من الزمن، كان آخرها ولاية عباس الفاسي الوزير الأول في الحكومة السابقة.