الموعد على غاية من الأهمية بالنسبة لتونس، والحدث هو انعقاد المؤتمر الانتخابي للكنفدرالية الإفريقية لكرة اليد من 2 إلى 5 أكتوبر المقبل بعاصمة بوركينا فاسو وقادوقو. موعد هام نظرا لغياب تونس طيلة المدة النيابية 20092012 عن مجلس الإدارة للكنفدرالية لأسباب لا فائدة من الرجوع إليها.
المهم اليوم أن تستعيد تونس المكانة التي هي بها جديرة في صلب الهياكل المشرفة على كرة اليد العالمية سواء كان ذلك على المستوى القاري أو على المستوى الدولي. والمؤكد أن الأمر يقتضي وضع خطة تصاعدية تبدأ فعلا بالعودة إلى مجلس الكنفدرالية الإفريقية ونحن نعلم في هذا الصدد أن رئيس الجامعة الوطنية كريم الهلالي قد أكد ترشحه إلى منصب نائب رئيس ثان لهذا الهيكل، تماما كممثل مصر مدحت البرطاجي الذي يشغل المنصب حاليا والذي لم يبد أي استعداد للتخلي عنه، لذلك نقول إن مهمة كريم الهلالي تبدو صعبة ولذلك يستوجب الأمر مزيدا من التفكير والتمحيص وتغليب العقل والحكمة من أجل ضمان الانضمام من جديد إلى عضوية المجلس بأية صفة كانت.
وبحكم معرفتنا لدواليب الكنفدرالية ولأطرافها الفاعلة ونظرا للجفاء الذي حكم العلاقة بين الهيكل الإفريقي والجامعة التونسية منذ سنة 2009 واعتبارا لعودة المياه إلى مجاريها منذ تولي كريم الهلالي رئاسة الجامعة فإننا ندعو إلى ضرورة استغلال الظرف الذي تترجمه سياسة الأيادي المفتوحة لتونس المتوخاة من طرف رئيس الكنفدرالية السيد أريمو والسعي إلى تصفية الأجواء نهائيا بتوخي التوافق ولو اقتضى الأمر استهداف منصب آخر دون نيابة الرئيس، لأن المهم اليوم أن تستعيد تونس مكانها في المجلس وأن تفعّل دورها به تحضيرا لما هو أهم الذي قد يأتي في النيابة الموالية.
كما إني أهيب برئيس الجامعة وكافة الأعضاء الفاعلين بها وبالسيد يوسف القرطبي الذي سيمثل اللجنة الوطنية الأولمبية في المؤتمر بأن يسعوا إلى إقحام أكبر عدد ممكن في اللجان لأنني أدرك جيدا بأن العمل الأجدى والأنجع ينطلق من اللجان.
وعلى العموم فإن سياسة التصعيد قد جرّبت ففشلت والعاقل والحكيم هو الذي يتّعظ من دروس الماضي ويغلب المصلحة العليا للوطن حتى وإن اقتضى الأمر القيام ببعض التنازلات.