تعيش معتمدية جبنيانة على وقع ظاهرة طرد الإطارات الدينية من المساجد والمطالبة بتغييرهم ولئن اقتصرت في البداية على بعض الأئمة فقط إلا أنها بلغت ذروتها في جامع الرحمة حيث تم طرد كافة عناصر الإطارات الدينية. فقد قامت مجموعة من المصلين بجامع «الرحمة» وسط مدينة جبنيانة بطرد الإطارات الدينية للمسجد منذ الأسبوع الفارط، ولم تحرك الجهات المعنية ساكنا واكتفت وزارة الشؤون الدينية بطمأنة إطارات الجامع بمواصلة دفع مرتباتهم في انتظار إيجاد حلول جذرية للمشكل، وفي الأثناء يتواصل فتح أبواب الجامع للمصلين بشكل طبيعي، وبدأ رواد هذا الفضاء الديني في إمضاء عريضة يطالبون فيها الجهات المعنية باختيار إطارات دينية تتميز بالكفاءة والخبرة.
ونفى بعضهم بشدة ضلوع التيار السلفي وراء هذه العملية وقال مؤيدون لعملية طرد إطارات الجامع أنهم يقبلون الصلاة وراء أي شخص مستعد لإمامتهم متهمين مؤذن الجامع مغادرته المسجد مباشرة بعد رفعه للآذان ومداواة المرضى مستغلا في ذلك منصبه الديني كما اتهموا إمام الخمس بالدعوة لانتخاب أعضاء بعض الأحزاب السياسية اليسارية المشهورة بمعتمدية جبنيانة في مختلف محطات الانتخابات السياسية، وعبر بعضهم « للشروق» على إصرارهم لمواصلة تطهير بقية الجوامع والمساجد من الإطارات التي تفتقر للورع الديني الحقيقي واتخذت من الدين مطية لنيل المكاسب المادية لا غير حسب قولهم، مثلما وقع في جامع الغفران بحي الحدائق وجامع حي الجديد إبان الثورة.
كما اتهم بعضهم وزارة الشؤون الدينية بالتغاضي عن بعض الإطارات الدينية بأحد جوامع مدينة جبنيانة ذات التوجه الشيعي حسب زعمهم ، مؤكدين في الوقت ذاته على حرصهم الشديد على حماية المؤسسات الدينية واحترام كافة المصلين وعدم الدخول في أي مشادات كلامية ويبقى مطلبهم الوحيد تعيين إطارات دينية تحظى باحترام أغلب المصلين بعيدا عن الحسابات السياسية.