نظمت مجموعة القيادات الشابة بنابل مؤخرا مائدة مستديرة حول تثمين تراث مدينة نابل وإدماجه في المسلك السياحي احتضنها نزل الكيوبس وذلك بمشاركة بعض المسؤولين الجهويين والمختصين في مجال التراث والصناعات التقليدية. مجموعة القيادات الشابة بنابل هي مجموعة من الشبان تسعى إلى المشاركة بطريقة فعالة وبناءة في الحياة العامة والمحلية والمساهمة في تطوير الشعور بالمسؤولية المدنية لإحداث تغيير إيجابي في الأحياء من خلال دعم المنظمات المحلية لتلبية احتياجات المجتمع.ففي مداخلة أولى قدم الأستاذ منير فنتر المتخصص في التراث تعريفا للوقع الأثري نيابوليس وطرح المشاكل التي يتعرض إليها وقدم مقترحات وحلول من أجل إعادة إحيائه وإدماجه في المسلك السياحي. وأكد أن السياحة الثقافية يجب أن توجه للتونسيين بدرجة أولى ودعا إلى ضرورة تكوين أخصائيين في المجال من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي للجهة. وفي تقديم للموقع الأثري نيابوليس أكد فنتر أنه يعد ثاني أقدم موقع أثري بعد قرطاج تحدثت عنه المصادر التاريخية القديمة بفضل عراقته الحضارية والتاريخية وهو يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد ويعد حاليا من أجمل المتاحف في تونس، كما شدد على ضرورة التعريف بهذه المعالم والتسويق لها إعلاميا.في مداخلة أخرى، أكد المندوب الجهوي للصناعات التقليدية عفيف جراد أن هذا القطاع الحيوي يمثل مورد رزق للعديد من متساكني الجهة و60% من الصناعات التقليدية موجودة بنابل واكتسب شهرة على الصعيد الوطني والعالمي لكن لم يخف في الآن ذاته وجود بعض الصعوبات يعاني منها القطاع كارتباطه الوثيق بالسائح الأجنبي. وفي جانب آخر، تم تقديم عديد المقترحات والحلول للنهوض بتراث مدينة نابل وتنشيط حركة السياحة الثقافية. فعلى صعيد التراث المعماري تم الإجماع على ضرورة التوثيق والتعريف بالمقامات والأضرحة الموجودة والإبقاء على الأزقة القديمة والحارات والأحياء الشعبية والأسواق العتيقة والمساجد والقصور والأضرحة والمقامات والزوايا والمراكز الفنية الحديثة، إرساء جملة من العلامات والإشارات التي تحدد المناطق والجهات، ربط المناطق التاريخية بالمسارات السياحية، بعث مجلة تراثية وعلمية خاصة بالجهة، تخصيص برامج تراثية جهوية في الإذاعات الوطنية والمحلية وتشجيع الباحثين المهتمين بدراسة هذا المجال. أما في مجال الصناعات التقليدية فقد نادى المشاركون في هذه المائدة المستديرة بضرورة إبراز أشكال الهوية الثقافية الخاصة بالمنطقة بإنتاج نماذج من هذا الموروث بأسلوب تقليدي يتم تسويقه محليا ودوليا مثل القلال والتبسي والمخفية والقمصان والداقرة والدرجية والطجين والشقالة والمعجنة والبقال ومحبس الماء والجرة والصحفة... ثم الكليم والحصيرة والبلغة والشاشية والخمسة وعرائس السكر وطريزة نابل. ومن بين التوصيات الأخرى كذلك إنشاء مراكز حرفية تقليدية وإحياء الفنون الشعبية والتحف التراثية وتعليم الحرفة اليدوية، إنشاء متاحف معاصرة لعرض النماذج من الصنعة التقليدية بأسلوب جذاب لتنشيط السياحة الثقافية وتعزيز التراث الوطني وإقامة مهرجانات جهوية ومحلية ودولية بصفة دورية تبرز أشكال التراث وخصوصيات المنطقة.