شكلت ظاهرة بيع البنزين على الرصيف في عدد من مدن ولاية المنستير مشهدا غير مألوف ووجد المواطنون وخاصة منهم اصحاب السيارات في الوقود المعروض للبيع بأسعار لا تقبل المنافسة فرصة لمقاومة الارتفاع الصاروخي للأسعار. وكانت الظاهرة قد انتشرت بشكل كبير اشهرا قليلة بعد الثورة وانتصب الباعة هنا وهناك في مداخل المدن وخارجها وحتى داخلها وبنيت الاكشاك بشكل لافت للانتباه وعرض الوقود المهرب من ليبيا والجزائر على قارعة الطريق ولاقى اقبالا منقطع النظير من قبل اصحاب السيارات الذين وجدوا فيه اكثر جودة واقل ثمنا مما هو متوفر في المحطات الرسمية لبيع الوقود وانخرط عدد كبير من الشبان العاطلين عن العمل في جلب الوقود وبيعه لتصبح التجارة المفضلة والمربحة للعديد منهم. وكان اصحاب محطات بيع البنزين قد تذمروا من هذه المزاحمة التي قالوا عنها انها اضرت بمصالحهم وجعلت مداخيلهم تتراجع بصورة جلية وهددوا في اكثر من مناسبة بالإضراب العام لكن الظاهرة استفحلت بدرجة كبيرة وأصبحت تستحق دراسة جدية باعتبار توسع دائرة المنتفعين بها وإقبال المواطنين عليها بشكل كبير.
واعتبارا الى ان هذه الاكشاك معرضة للحوادث العرضية وخاصة الحرائق فإنها اصبحت تشكل خطرا كبيرا على البنايات القريبة منها وقد سجلت مدينة قصر هلال منذ ايام قليلة اندلاع حريق بأحد الاكشاك تطلب تدخل الحماية المدنية لإطفائه وكان هذا سببا كافيا لتقوم الوحدات الامنية المشتركة بحملة في كل من مدن بوحجر وصيادة وقصر هلال وإزالة الاكشاك المنتصبة على ارصفة الشوارع الرئيسية وقد علمت « الشروق» ان السلطات الامنية ازالت ستة اكشاك وحجزت ما يقارب ال1600 ل من الوقود وقد تتلو هذه الحملة حملات اخرى على مستوى الولاية في انتظار ان يتم النظر بجدية في هذا الملف الذي صار التطرق اليه اليوم امرا ملحا.