مازال المركب الذي غرق على مقربة من لمبيدوزا الايطالية يحتفظ بإسراره مخلفا اكثر من جرح غائر وانتظارات عديد العائلات لسماع الخبر اليقين حول ابنائهم المفقودين . في مدينة المتلوي حيث يوجد 4 مفقودين تحدثت «الشروق» الى اهاليهم الذين طالبوا بصوت واحد بكشف حقيقة ابنائهم أحياء او أمواتا. فالسيد محمد الامين حميدة وجدناه اثناء زيارتنا للمتلوي قد اختار مكانا منزويا بأحد المقاهي قرب منزله وتحدث الينا بنبرات الملتاع خاصة ان لوعته مضاعفة اذ اكد انه خسر فلذتي كبده في لمح البصر وهما بشير 26 سنة وعاطل عن العمل وصابر 21 سنة وهو ايضا عاطل وقد كان اخر اتصال بهما لما هاتفه ابنه الأكبر بشير في الثالثة صباحا من يوم 5 سبتمبر وطلب منه دعوة خير وأضاف انهم خرجوا في وقتها من مياه صفاقس باتجاه ايطاليا ويوم 6 سبتمبر سمع بالحادثة في المقهى فبادر بالاتصال بالمنطقة ثم بمعتمد الجهة وحاول الاتصال بوالي قفصة على حد تأكيده وهو الى الان ينتظر اخبار المفقودين واثناء الحديث تدخل ابنه رائد الذي اضاف انه بدوره عاش التجربة وتسلل الى ايطاليا في شهر رمضان ووقعت اعادته عن طريق السلطات الايطالية من لمبيدوزا يوم 27 رمضان بعد 7 أيام من الاقامة هناك قضى منها يومين في سيسيليا .وأضاف الوالد ان ابناءه عاطلون رغم مشاركتهم عديد المرات في المناظرات الا انه لم يقع قبولهم .
أما كمال بن عبد العزيز العيفة والد صدام العيفة فقد أكد ان ابنه المفقود طلب منه اكثر من مرة الهجرة وكان في كل مرة يقنعه بالصبر وان الفرج قريب واكد مشاركته في المناظرات الاخيرة ولكن امام انسداد السبل امامه نفذ ما فكر فيه وأضاف ان جهة المتلوي فقدت الكثير من ابنائها في البحر على مرّ السنوات مؤكدا ان له ثلاثة ابناء هو اصغرهم وهو اليوم يحمل السلط المسؤولية في ضياع ابنه فلو وجدوا القليل لحفظ العيش الكريم حسب رأيه لما رموا بأنفسهم في البحر والمشكل يتكرر من سنة الى اخرى.
فيما اضاف صالح حمادي شقيق المفقود الرابع احمد حمادي ان عائلتهم تعد 10 افراد كلهم عاطلون عن العمل ملاحظا ان اخاه بلغ سن ال47 ولم يتزوج مؤكدا على الظروف الصعبة للعائلة التي جعلتها عاجزة عن ضمان قوت يومهم ولم تنصفها اي جهة على حد تأكيده رغم انهم قدموا المطالب وشاركوا في المناظرات علما ان والده متقاعد وحتى بعد الفاجعة لم يتصل بالعائلة اي طرف لا من الحكومة ولا من الجمعيات والأحزاب وفق تأكيده واضاف انهم منسيون حتى في احلك الفترات وهناك من الناجين من يعرف الحكاية والرايس م ش وهو من مدينة صفاقس وحده من يعرف السّر مؤكدا انه هو الوحيد من له المعلومة الصحيحة واضاف ان ابن خالته في ايطاليا هو من تحدث الى الناجين وابلغ العائلة بالحادثة وختم كلامه بمطالبة الحكومة بالتعامل بجدية مع ملف المفقودين والمهم حسب رأيه العثور على المفقودين احياء ام امواتا .