عشرات القتلى والجرحى هي الحصيلة الاولية لسلسلة التفجيرات الانتحارية التي ضربت العاصمة الاقتصادية السورية «حلب» فيما دقت موسكو ناقوس الخطر مشيرة إلى أن «إرهابيي» إمارة القوقاز يحاربون في سوريا. قتل 31 شخصا وأصيب العشرات من السوريين في تفجير ثلاث سيارات مفخخة في ساحة «سعد الله الجابري» في حلب أمس.
3 تفجيرات متزامنة
وأفاد التلفزيون السوري عن انفجار ثلاث سيارات مفخخة في أوقات متقاربة يقودها انتحاريون في ساحة سعد الله الجابري في حلب، ما أدى إلى مقتل 31 شخصا وإصابة العشرات من المواطنين إضافة إلى إحداث أضرار مادية كبيرة.
ونقل التلفزيون عن مصدر رسمي في حلب أن السيارة الأولى والثانية تم تفجيرهما من قبل «إرهابيين» انتحاريين قرب فندق النادي مضيفا أنه تزامنا مع وقوع التفجيرين، سقط عدد من قذائف «الهاون» أطلقها مسلحون في منتصف الساحة وفي «سوق الهال».
وتلا ذلك دخول 3 مسلحين مزودين بأحزمة ناسفة من الجهة الشمالية للفندق كانوا يرتدون لباس الجيش السوري وتم التعامل معهم والقضاء عليهم. وأضاف المصدر أن السيارة الثالثة، التي يقودها انتحاري أيضا، انفجرت في منطقة تجميل مشارقة بعد إطلاق النار عليها من قبل عناصر الحراسة المتواجدين في المكان ولم يسفر انفجارها عن وقوع ضحايا.
ومن جانب آخر أكد شهود عيان، أن انفجارا نُفذ بسيارة مفخخة استهدفت نادي صف الضباط في مدينة حلب. وذكرت مصادر أخرى أن الجرحى نقلوا إلى مستشفى الرازي في حلب.
ودانت روسيا الاتحادية التفجيرات الانتحارية التي وقعت في حلب شمالي سوريا أمس داعية الى وقف العنف المسلح في سوريا مهما كان مصدره ومعالجة النزاع على أرضية القرارات الدولية (2042 و2043) واتفاقية جنيف الخاصة بسوريا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها ان «العمليات الارهابية مرفوضة بكل اشكالها ومظاهرها مهما كانت الظروف بما في ذلك النزاعات الاهلية المسلحة» مؤكدة ضرورة ملاحقة المخططين لهذه لعمليات ومنفذيها وانزال العقاب بهم. وقالت ان دعم مثل هذه العمليات وتشجيعها يعتبر عملا غير اخلاقي ومرفوض.
مقاتلو القوقاز في الشام
من جهته, أعلن مدير جهاز الأمن الروسي عن معلومات تفيد بأن تنظيم «إمارة القوقاز» يرسل عناصره إلى أفغانستان وباكستان وسوريا ليتمرنوا ويتدربوا ويقاتلوا ضمن مجموعات مسلحة هناك متهما تنظيم القاعدة بالتسبب في نشوب حرائق في غابات أوروبا.
وتفيد معلومات توفرت لجهاز الأمن الروسي (أف أس بي) بأن مجموعات مسلحة مناوئة للحكومة في سوريا وأفغانستان وباكستان تضم أشخاصا قدموا من الأقاليم القوقازية الروسية للمحاربة في هذه البلدان.
وقال مدير «الأف أس بي» الكسندر بورتينكوف، خلال اجتماعه مع مسؤولي السلطات الأمنية في موسكو أمس إن «الأف أس بي» يهتم بمعلومات عن مشاركة المنحدرين من شمال القوقاز في مجموعات مناوئة للحكومة في أفغانستان وباكستان وسوريا الذين يرسلهم تنظيم «إمارة القوقاز» الذي وصفه بأنه «تنظيم الإرهاب» ليتمرنوا ويتدربوا هناك.
وعبر عن قلق السلطات الأمنية الروسية بشأن عواقب رحيل جزء كبير من قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي من أفغانستان.