مثلت منطقة الساحل تاريخيا منطلقا للعمل السياسي وشهدت ميلاد عدد من الأسماء الكبرى التي كانت لها بصمة في تاريخ تونس الحديث يتقدمها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. وفي الساحل كان ميلاد الحزب الحر الدستوري وبروز شخصيات من أمثال محمد مزالي ومحمد الصياح وحامد القروي وعبد العزيز بن ضياء والهادي نويرة ومحمّد الغنوشي وعبد الوهاب عبد الله ومحمّد جغام والهادي البكوش وغيرهم.
كما شهدت حركة «النهضة» التي تقود اليوم الائتلاف الحاكم بداية نشاطها من الجامع الكبير بسوسة، وكان الساحل أيضا مركزا أساسيا للعمل النقابي حيث بدأ الزعيم النقابي فرحات حشاد نضاله من هناك.
ومنذ الاستقلال لم يُغادر الساحل موقع القرار الحكومي الأوّل (أي الوزير الأوّل أو رئيس الحكومة) إلاّ في الفترة الانتقالية التي أعقبت 14 جانفي 2011 وإلى حدود 22 ديسمبر 2011 حينما تولّى «أحد البلديّة» رئاسة الوزراء وهو الباجي قائد السبسي.
فرئيس الحكومة الحالي السيد حمادي الجبالي هو أيضا أصيل جهة سوسة ولم يكن من الغريب أن تقود أسماء مثل حامد القروي والهادي البكوش وكمال مرجان معارضة نقدية إصلاحية للحكومة – وربّما المقصود بذلك دعم شخص الجبالي (ابن الجهة) - ، وكان ابن حامد القروي الدكتور نجيب القروي «فجّر» مؤخّرا تصريحات تنمّ عن العلاقات التاريخية التي كانت تجمع والده بالجبالي منذ ثمانينات القرن الماضي.
وتتضمّن التركيبات القيادية للعديد من الأحزاب اليوم شخصيات وأسماء تنحدر من جهة الساحل أمثال الطيّب البكوش (نداء تونس) وعبد الحميد الجلاصي والعجمي الوريمي (حركة النهضة) ومحمّد جغام (حزب الوطن الحر) وكمال مرجان (حزب المبادرة).