نفذت النيابة الخصوصية بمعتمدية الشابة صباح يوم السبت المنقضي قرار هدم سياج مشروع «أمير البحر» المحاذي للمعلم الأثري «برج خديجة»، إلا أن وكيل الشركة أعاد بناءه في وقت قياسي وهو ما جعل رئيس النيابة الخصوصية يهدد برفع الأمر إلى القضاء. مازالت قضية «برج خديجة» بالشابة تثير جدلا واسعا في المدينة وذلك بعد تعمّد صاحب شركة «أمير البحر» خرق القرارات الصادرة عن وزارة الداخلية ووزارة الثقافة ووزارة الدفاع الوطني والقاضية بإيقاف أشغال البناء في محيط أرض برج خديجة الأثري الذي خصصه صاحب الشركة المذكورة لإقامة مشروع تربية الأسماك والتي كانت «الشروق» قد تناولت حيثياته في أعداد سابقة.
ويذكر أنّ تحرّكات بعض الجمعيات وعدد من المواطنين في مدينة الشابة قد أعطت أكلها في وقت سابق ليتمّ على إثرها إصدار قرار هدم صادر عن والي المهدية بتاريخ 22 أوت 2012 والمستند إلى قرار وزير الداخلية بتاريخ 8 أوت 2012 والداعي إلى إزالة السياج المقابل للجهة الشرقية للأرض المذكورة، وعلى إثر التأكد من تواصل تجاهل صاحب الشركة لكلّ التنبيهات الصادرة عن المجلس البلدي لوقف الأشغال التي جاءت على كامل الأرض الأثرية قامت البلدية صبيحة يوم السبت 29 سبتمبر 2012 بتطبيق هذا القرار مستعينة بالقوّة العامة، وهدمت جزءا من السياج الذي يصل ارتفاعه إلى أكثر من مترين، إلاّ أنّ صاحب المشروع أعاد في وقت قياسي بناء ما تمّ هدمه استنادا حسب رأيه إلى عدم قانونية عملية الهدم، وتجاهل قرار المحكمة الإدارية القاضي بإيقاف تنفيذ قرار الهدم الصادر بتاريخ 31 جانفي 2012.
وأمام هذا الوضع الشائك، أكّد السيد الطاهر بن حميدة رئيس النيابة الخصوصية بالشابّة أنّه سيرفع قضية عاجلة إلى القضاء ضدّ صاحب الشركة المذكورة لتعمّده إعادة بناء السور وعدم تقيّده بالقرارات الصادرة والداعية إلى إيقاف الأشغال، وسيطالب خلالها بإعادة تنفيذ قرار الهدم المذكور مهما كانت العواقب والعراقيل.
وتجدر الإشارة إلى أنّ عديد الجمعيات الحقوقية الناشطة في مدينة الشابّة عبّرت عن استعدادها الوقوف إلى جانب البلدية ورفع قضايا ضدّ صاحب شركة «أمير البحر» بسبب الأضرار التي خلّفها مشروع بناء أحواض تربية الأسماك المذكورة والتي طمست منطقة أثريّة بالكامل يعود تاريخها إلى الحقبة البونيقية، وهو ما عبّر عنه بعض الأهالي الذين طالبوا من السلط الجهوية التدخّل بقوّة لوقف استهتار صاحب المشروع المذكور، بالقانون، وتعمّده إثارة المشاكل في المدينة، كلّما عمدت البلدية إلى تطبيق قرار هدم السياج.