كشف مسؤولون ليبيون أن مدينة «بني وليد»، التي تفرض قوات الجيش حصارا كاملا عليها، تعاني ظروفا صعبة وسط دعوات دولية لرفع الحصار المفروض على المدينة، التي تُعد آخر معاقل الموالين لنظام العقيد الراحل، معمر القذافي، والسماح بدخول المواد الأساسية إليها. وقال مسعود الوعير، وهو مسؤول محلي بالمدينة، في تصريحات صحفية في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، إن قوات الجيش التي تحاصر مدينة بني وليد، لا تسمح بدخول إمدادات الغذاء أو الوقود، كما لا تسمح بدخول عبوات أكسجين جديدة إلى المستشفى الرئيسي بالمدينة..
توتر متصاعد
وتطوق قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية أجزاء من بني وليد، الواقعة في وسط ليبيا، بعد أسبوع على التوتر بينها وبين بلدة «مصراتة»، إثر مقتل عمران شعبان، المقاتل المعارض السابق، الذي ساعد في أسر القذافي العام الماضي، حيث تطالب سكان المدينة بتسليم «مطلوبين» بتهم اختطاف وتعذيب مدنيين..
وتعرض شعبان، بالإضافة إلى مقاتلين آخرين، للاختطاف من قبل مسلحين قرب مدينة بني وليد، في جويلية الماضي، إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد نحو شهرين، إلا أنه كان في حالة صحية خطيرة، مما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث لفظ أنفاسه متأثرا بجراحه في 24 سبتمبر الماضي..
وفي اليوم التالي لوفاته، أصدر المؤتمر الوطني العام قرارا يخول لوزارتي الدفاع والداخلية استخدام القوة «إذا لزم الأمر»، لاعتقال الأشخاص الذين يُعتقد بوقوفهم وراء اختطافه وتعذيبه، كما طلب إطلاق سراح باقي المختطفين المحتجزين داخل المدينة، ومنح سكانها مهلة 10 أيام لتنفيذ تلك المطالب، وهي المهلة التي انتهت أول أمس.. وكان رئيس المجلس المحلي لمدينة مصراتة، سليم بيت المال، قد أكد في وقت سابق، التزام الجميع بالمهلة الممنوحة من المؤتمر الوطني العام لأهالي ووجهاء وعقلاء مدينة بني وليد، لتسليم المطلوبين في جرائم اختطاف وتعذيب مدنيين..
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن بيت المال قوله إن «اعتقال المطلوبين وتقديمهم للعدالة مطلب لأهالي بني وليد الشرفاء، ولكل الأحرار في ليبيا، الذين يهمُّهم استقرار واستتباب أمن المدينة».
وتابع بقوله: «آن الأوان لتعود بني وليد إلى حضن الوطن».. وتزامنا مع انتهاء المهلة الممنوحة لسكان بني وليد دعت منظمة العفو الدولية «أمنستي»، السلطات الليبية إلى إنهاء الحصار على المدينة، والسماح بدخول المواد الأساسية إليها، وإطلاق عشرات المعتقلين «دون محاكمة» من أبناء المدينة..
وعبرت مساعدة مدير برنامج شمال أفريقيا والشرق الأوسط بالمنظمة التابعة للأمم المتحدة، حسيبة حاج صحراوي، عن قلها إزاء ما تشهده المدينة، بقولها إنه «ما يثير القلق، أن نرى كيف تتحول ما يفترض أنها عملية اعتقال مشتبه بهم، إلى حصار مدينة وعملية عسكرية»، حسب قولها.
كما دعت منظمة العفو الدولية السلطات الليبية إلى رفع «الحصار» المفروض على مدينة بني وليد في وسط البلاد التي كانت آخر معاقل النظام السابق، والسماح بدخول المواد الأساسية إليها.
أمر إيقاف
وفي نهاية سبتمبر، أعطى المؤتمر الوطني العام، أعلى سلطة في البلاد، الأمر لتوقيف وبالقوة إذا لزم الأمر، المسؤولين عن خطف عمر بن شعبان، احد المتمردين الذين اعتقلوا العقيد معمر القذافي، والذي خطف في جويلية الماضي في بني وليد.
وقالت حسيبة حاج صحراوي، مساعدة مدير برنامج شمال إفريقيا والشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية في بيان «إنه لما يثير القلق أن نرى كيف تتحول ما يفترض أنها عملية اعتقال مشتبه بهم إلى حصار مدينة وعملية عسكرية». وترافق الأمر الذي أعطاه المؤتمر الوطني العام مع حشد قوات من الجيش وميليشيات حول بني وليد.
وكان قد تم الإفراج عن بن شعبان الذي أصيب بجروح خطيرة بالرصاص أثناء خطفه، إثر وساطة ولكنه أرسل إلى فرنسا لتلقي العلاج وقد توفي في 24 سبتمبر.. وأججت وفاته التوتر بين مدينتي بني وليد ومصراتة التي ينحدر منها بن شعبان.
وطلبت السلطات أيضا إطلاق سراح معتقلين آخرين في بني وليد وحددت مهلة من عشرة أيام للميليشيات انتهت أمس الاول. وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن «أربعة أشخاص على الأقل من مصراتة ما زالوا معتقلين من قبل ميليشيات مسلحة في بني وليد». وتحدثت المنظمة أيضا عن توقيف مئات السكان من بني وليد من قبل ميليشيات مسلحة وإبقائهم بدون محاكمة في ليبيا خصوصا في مصراتة. وأشارت إلى أن عددا كبيرا منهم تعرض للتعذيب.
وحثت صحراوي السلطات الليبية على «وضع حد فوري لعمليات الخطف بدون مذكرات توقيف تقوم بها الميليشيات المسلحة وإغلاق كل مراكز الاعتقال غير الرسمية».