للمرة الثانية على التوالي تنقاد جمعية الحمامات، صاحبة كأس تونس لموسم 2011 2012 الى الهزيمة في عقر دارها. فبعد أن خال جمهورها بأن الهزيمة الماضية أمام سبورتينغ المكنين كانت مجرّد عثرة، ها إن أبناء محمد علي بوغزالة ينهارون تماما امام نسر طبلبة لا فقط من حيث النتيجة ولكن ايضا من حيث الأداء الذي لم يرتق بتاتا الى مستوى السمعة التي تتمتع بها جمعية الحمامات خاصة بعد احرازها الكأس. ويحمّل بعض أنصار الحمامات الخسارة الى الهيئة المديرة التي سمحت لوائل جلوز بالتحوّل لفترة قصيرة الى المغرب لتعزيز صفوف الاتحاد السعودي خلال البطولة العربية للأندية المقامة هناك، إلا أن غياب جلّوز حسب اعتقادنا ليس السبب الوحيد للهزيمة إذ ومن سوء حظها لم تتحصل جمعية الحمامات على ترخيص الاتحاد الليبي لاقحام العائد حسام رمان الى التشكيلة نظرا لتواجد رئيس الاتحاد الليبي لكرة اليد في بوركينا فاسو للمشاركة في مؤتمر الكنفدرالية الافريقية، وربّما بامكان حسام رمان سدّ الثغرة الكبيرة التي تركها وائل جلوز في خطة ظهير أيسر.
بوغزالة «تراكمات»
ويقول المدرّب محمد علي بوغزالة إن الوضعية التي وصلتها الجمعية هي نتيجة جملة من التراكمات مصدرها التحضيرات المتأخرة للموسم بسبب الفراغ الذي حدث في الفترة الصيفية من جرّاء تخلّي الهيئة المديرة المؤقتة عن مهامها وهو ما حكم على الفريق بعدم اجراء الاعداد البدني الضروري، زد على ذلك التفريط في عنصرين أساسيين وهما الجيلاني مامي ويسري الغالي ويضيف بوغزالة بأن تغيّب جلوز عن هذه المباراة زاد في الطين بلّة وهو ما يجعل التفكير في انتدابات اضافية ضروريا خاصة وأن جلّوز سيتحول الىنادي كبل الالماني بداية من الموسم المقبل.
ذاكر السبوعي : «بفضل الدفاع والبدوي»
كان ذاكر السبوعي مدرّب نسر طبلبة سعيدا جدا بهذا الانتصار وهو الثالث منذ بداية الموسم بعد الانتصارين على حساب صيادة وقرمدة الا أنه الانتصار الاول خارج القواعد ويؤكد السبوعي على أن هذا الفوز تحقق في الحمامات بالذات وأمام صاحب الكأس وهو ما سيعطي شحنة اضافية للاعبيه في بقية الموسم وأيضا للهيئة المديرة التي تقوم بمجهودات جبّارة لتوفير كل مستلزمات النجاح لفرع كرة اليد. ويقول ذاكر السبوعي أن ابناءه كسبوا المباراة منذ الربع ساعة الاول حيث بلغت النتيجة (8 1) وانتهى الشوط الاول على نتيجة (14 7)، ولم يكن بوسع المحليين الرجوع في المباراة الا في فترات قليلة من الشوط الثاني حيث قلصوا الفارق الى حدود 3 أهداف. ويعود انتصار طبلبة الى المردود المتميز للدفاع وخاصة لحارسه أمين البدوي بطل افريقيا للأواسط والذي أقحمه ذاكر السبوعي كأساسي للمرة الثانية على التوالي اضافة الى دعوته الى منتخب الأكابر. وعلى العموم، فإن تألق نسر طبلبة ولاعبيه يؤكد مرّة أخرى أن تونس تزخر بالمواهب في كرة اليد في كافة ربوعها.
انتظروا المهدية
المباراة الهامة الثانية للجولة هي تلك التي تمكن فيها أبناء مكارم المهدية من فرض سيطرتهم على شبيبة الشيحية وهو ما يقيم الدليل على أن مخزون المكارم لا ينفد فبالرغم من التفريط في عديد اللاعبين ظل الفريق متماسكا وأدرك مدربه حاتم بوصفارة كيف يصنع من الضعف قوّة خاصة على مستوى المردود الدفاعي وهو ما جعل المدرب الوطني آلان بورت الحاضر بقاعة المهدية يهنئه بكل تلقائية مع نهاية المباراة... أما الشيحية فقد أبلت بدورها البلاء الحسن الا أنها وجدت فريقا أكثر اصرارا على الفوز. ستة على ستة
وطبعا يبقى الترجي الرياضي الاجدر بملاحظة مشرف جدا نظرا لتحقيقه الانتصار السادس في ست مباريات وآخر هذه الانتصارات يوم السبت امام اتحاد صيادة (35 18)، هذا في الوقت الذي يخوض فيه منافسه المباشر النادي الافريقي البطولة العربية للأندية في المغرب.