قرر ظهر أمس سواق حافلات شركة نقل تونس الدخول في إضراب بدعوة من النقابات الأساسية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل احتجاجا على ايقاف أحد زملائهم السواق على اثر حادث مرور من طرف أعوان الأمن. الاضراب الذي تم بصفة فجئية أربك حالة النقل في كل المناطق والولايات التي هي في علاقة بالعاصمة ومحطاتها بشكل كبير وسبب حالة من الفوضى العارمة في محطات الحافلات واضطر المواطنون إلى قطع كيلومترات عديدة على أقدامهم في حين الازدحام كان على أشده بالنسبة لسيارات التاكسي.
وبالفعل فقد اكتظت محطات الحافلات بعد ظهر أمس بآلاف المواطنين الذين لم يفهموا شيئا واضطروا كالعادة لدفع الثمن من أعصابهم ومن جهدهم ومن أموالهم.. حيث شوهدت طوابير طويلة من المواطنين من سكان الأحياء القريبة الذين قرروا العودة راجلين.. فيما اتجه البعض الآخر إلى سيارات الأجرة أو إلى الأصدقاء في محاولات لتأمين العودة. مشهد يتكرر مع كل اضراب لسواق الحافلات خاصة إذا كان فجئيا وباغت مستعملي الحافلات الذين ككل مرة يتحملون التبعات بقطع النظر عن وجاهة الدوافع التي دفعت السواق إلى اتخاذ هذا القرار.. وهي دوافع يمكن تفهمها.
وفي اتصال مع «الشروق» أفاد السيد مختار الحيلي الكاتب العام لجامعة النقل أن اضراب سواق حافلات نقل تونس يأتي بسبب ايقاف أحد زملائهم على اثر حادث مرور مع سيارة خفيفة وقد بذلت الجامعة مساعي كثيرة للاتصال بمصالح وزارة الداخية وبقية السلط من أجل الافراج عن السائق إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل وأضاف مختار الحيلي أن السواق والنقابات الأساسية قد تمسكت باضرابها بعد أن شعر السواق بعدم توفر الحماية لهم وتعرضهم للايقاف بسبب ارتكابهم لحوادث مرور أثناء تأدية عملهم.
وقال مختار الحيلي ان السائق الذي هو الآن رهن الايقاف قد تم الاعتداء عليه بالعنف من قبل صاحب السيارة دون أن تتوفر له أية حماية وضمانات. ويخشى أن يتواصل الاضراب إلى اليوم حيث ستشهد حركة النقل بالعاصمة صعوبة كبيرة إذا أصر السواق على اضرابهم.