يُجمع الكثير ممن استجوبناهم في التحقيق أن أحد أهم أسباب تهور بعض سواق حافلات النقل الجماعي.. وجود نقابة قوية تساندهم وتقف الى جانبهم في كل المواقف مما يمنحهم هامشا من الحصانة. قد يدفعهم الى الشعور بأنهم بمنأى عن العقوبات ويتمادون في سلوكياتهم المجانية للصواب ولهذا السبب لم نجد أفضل من الكاتب العام للجامعة العامة للنقل السيد مختار الحيلي للدفاع عن هذه الشريحة من العاملين في ميدان النقل الجماعي. * سي مختار، ما سبب الحصانة التي يتمتع بها سواق النقل الجماعي؟ - لا وجود لحصانة ونحن لم نشجع يوما ومن منطلق مسؤولياتنا الحالات الشاذة من السواق المتهورين وأسلوب الردع هو الذي يعتمد دائما والاحصائيات أكبر شاهد على ذلك وهي تدل بشكل واضح على عدد السواق الذين تمت معاقبتهم سنويا وبمجرد شكاية صادرة عن مواطن. * وبماذا تفسر ما يحدث أحيانا على الطرقات من قبلهم؟ - شركة نقل تونس مثلا تنقل يوميا حوالي مليون و500 ألف حريف ويؤمن ذلك قرابة 900 سائق وبعملية حسابية بسيطة فإن كل سائق يؤمن تنقل حوالي 15 ألف راكب يوميا في ظل ظروف نعلمها جميعا.. تصيب مستعمل الطريق بالصداع عندما يقوم بها مرة واحدة في اليوم فما بالك بمن يقوم بها عدة مرات في اليوم الواحد. * إذن أنت تعتقد أن بعض السلوكيات المرورية من قبل هؤلاء السواق تعود في معظمها لمحيط العمل؟ - في كل بلدان العالم وكذلك في بلادنا توجد مسالك خاصة بحافلات النقل الجماعي وهي أولوية مطلقة للنقل الجماعي.. فهل يقع احترامها في بلادنا من قبل بقية مستعملي الطريق وهل يقع ردع القائمين بتلك المخالفة؟ من جهة أخرى وتيرة السفرات مبرمجة سلفا وإن حدث خلل فبفعل الاكتظاظ في حركة المرور أو على مستوى المسالك الخاصة فذلك يعني إلغاء سفرة واحدة أو عدة سفرات وبالتالي بقاء مواطنين بالمحطات ولا تقع تلبية حاجياتهم في التنقل.. مثلما أن البعض من راكبي الحافلات يعتبرون فترة تنقلهم على متن الحافلات فترة تسلية وترفيه ويقومون باستفزاز السواق كما نجد أحيانا بعض السواق وبدافع إتمام السفرة في موعدها يسعون لتجاوز السرعة المحددة وهو ما يؤدي الى حصول الحوادث. * أنت لا تنفي تعاطفك مع السواق من خلال ما قدمته من تبريرات؟ - السائق هو عنصر من المجموعة الوطنية فهو يتفاعل مع واقعه ثم لا ننسى أن الحركية الاقتصادية تبدأ يوميا من سائق الحافلة وتنتهي عنده.. كما أنه لا يعرف طعما للراحة لا أثناء البرد ولا أثناء الحر.. وفي وجود هذا العدد المهول من المسافرين ووتيرة العمل المسترسل في أوقات مختلفة ومناخ متغير نجده معرضا للخطأ. * معنى ذلك؟ - على مستعمل الطريق احترام النقل الجماعي للمسافرين وإعطائه الأولوية لأنه مرفق ومصلحة عامة ولا بأس من التنازل عن حقنا لتيسير مهمة سائق الحافلة لانها تعد جهادا ونضالا يوميا متواصلا لتأمين التنقل في عاصمة غير مهيأة لجحافل من وسائل النقل المتنوعة.