على امتداد ثلاثة أيام (5 و6 و7 أكتوبر) احتضنت مدينة صفاقس لاول مرة عروضا ثقافية وفرجوية اشرفت عليه مجموعة «دريم سيتي» ونظمتها جمعية «الشارع فن». وتتمثل مسالك الفنّ المعاصر بمدينة صفاقس العتيقة في 28 عملا فنيا 15 منها إبداعات تونسيّة واربعة من إبداعات فناّنين أجانب كانوا قد حلّوا بتونس في إقامة فنية وفيه أيضا أفلام سينمائية وأعمال فيديو ولقاءات وغيرها ويشارك في تنشيطها وتاثيثها أكثر من ستّين فنّانا محليا وأجنبيا ويؤثث التظاهرة مجموعة من الفنانين التشكيليّين والموسيقيّين والممثلين والراقصين والمصمّمين والمصورين والمخرجين والسينمائيين والمهندسين المعماريين والكتّاب والفلاسفة وعالمي الاجتماع والأخصائيين الفنيّين.
انطلقت التظاهرة في مدينة صفاقس يوم الجمعة في احدى الساحات العامة للتواصل مع المواطن بعيداً عن الأماكن المغلقة ولجعل الفضاء العام مجالا للحريات والتجارب المفتوحة ومخاطبة المواطن بصفة مباشرة بقطع النظر عن عمره او انتمائه الاجتماعي او الطبقي او الفكري.
وضمن مشروع «قسمي احلى» بمساهمة مدينة الهندسة المعمارية والتراث بباريس تمت العناية بمدرسة العباسية بساحة القصبة ويتمثل المشروع في كتابة ورسوم مختلفة على الجدران تعطي للفضاء والمكان بعده التاريخي والجمالي وتحافظ على بيئته من خلال ورشة لرسم العلم في صيغة متحركة عبر ما يمثله العلم بالنسبة لكل واحد من المشاركين في الورشة كما تم تصوير الانشطة في المدرسة فوتغرافيا وتعليقها في جداريات عملاقة على واجهة المدرسة وتزيين ساحتها وفضائها بعدد من الشعارات والمقولات التربوية كما تم تشريك التلاميذ في بعض الالعاب التربوية والفنية.
ومن خلال اشغالها في مدرسة العباسية بباب القصبة باضافة سلات للمهملات واصلاح ابواب دورات المياه ودهنها وغيرها من الورشات حاولت تظاهرة دريم سيتي الاستجابة الى بعض رهانات مشروعها الساعي الى الجمع بين المشاريع الفنية والمشاريع الحضرية الاجتماعية وهو ما استحسنه مدير المدرسة السيد نور الدين الكتاري.
وغير بعيد عن مدرسة العباسية في ساحة القصبة انتصبت خيمة بها مجموعة من الحواسيب وتقوم فكرة مشروعه على مراقبة كل ما يدور بالساحة حينيا عبر عدد من الكاميراوات المثبتة جيدا في امكنة خفية من الاشجار المنتشرة بالقصبة قبل التوجه الى فضاءات اخرى كمكتبة سيدي الميراثي بالمدينة العتيقة ونهج الحدادين ونزل النصر ومنه الى اسطح بعض البنايات العتيقة حيث اقيمت ثلاث خيمات...